بالطو: خمس أسباب تخلينا حابين طرشوخ الليف!
وقت قليل مر بعد الإعلان عن عرض مسلسل (بالطو) على منصة (ووتش ات) وبدأت أراء الناس على السوشيال ميديا تُشكر في المسلسل وتتكلم عن أد ايه هو مختلف.
احنا حبينا نستنى لحد نهاية المسلسل القصير (١٠ حلقات) علشان نقول رأينا فيه، أو بمعنى أصح نقول لكم عن خمس أسباب تخلينا متعلقين بـقرية (طرشوخ الليف) – والأسم وهمي طبعا- اللي بتدور فيها أحداث (بالطو) من خلال استعراض قصة طبيب بيقضي فترة تكليفه في قرية منعزلة.
الأول: البساطة ثم البساطة ثم البساطة
كل تفصيلة في (بالطو) بتقول أنه مصنوع بحب، ومش محطوط في الحسبان أنه يبقى الأعلى مشاهدة، مافيش بذخ انتاجي غير مبرر، مافيش أبطال صف أول من اللي بياخدوا أجور مبالغ فيها. مافيش بطل مفتول العضلات وبطلة بارعة الجمال أو مشاهد خادشة للحياء بدون داعي.
كل حاجه في (بالطو) كانت بسيطة وده سر من أسرار نجاحه، بداية بأبطاله عصام عمر و مريم الجندي ومحمود البزاوي وعارفة عبد الرسول. كلهم ناس شبهنا مافيهمش حد خارق، ونهاية بالديكورات والموسيقى واختيار أماكن التصوير، كلها كانت حاجات بسيطة جدا لكن تأثيرها علينا كمشاهدين كان رائع جدا.
الثاني: الكوميديا مواقف مش ايفيهات
لفترة طويلة، كانت كتير من الأعمال الكوميدية العربية بتعتمد على أن الأبطال يبقوا واقفين (مرصوصين) أمام الشاشة وكل اللي عليهم هو أنهم يقولوا مجموعة ايفيهات وقفشات كوميدية وخلاص.
لكن في (بالطو) شوفنا كوميديا معتمدة على مواقف مكتوبة حلو قوي من أحمد عاطف المؤلف، خاصة لما نعرف أن المسلسل مقتبس عن كتاب (بالطو وفانلة وتاب) اللي بيحكي فيه عاطف المؤلف عن فترة تكليفه. بالتالي احنا بنتكلم عن كوميديا خارجه بشكل رئيسي من واحد عاصر الأحداث دي بنفسه وبيعبر عنها بطريقة كوميدية. وده بيدي للكوميديا شكل مختلف خالص عن رمي الايفيهات اللي زهقنا منه.
الثالث: فيه قصة ورا الكوميديا
بمعنى أصح احنا مش بنشوف عمل كوميدي والسلام. ده احنا بنشوف من خلال شخصية الشيخ مرزوق (محمود البزاوي) ازاي ممكن الجهل والخرافة تتمكن من الناس، وتخليهم أسرى بتفكيرهم لشخص معتقين أنه يقدر يعمل حاجات مايقدرش يعملها المتخصصين والأطباء، وهم بنفسهم اللي بيعطوه هالة هو لا يستحقها بالمرة.
ومش هانبقى مبالغين لو قولنا ان (بالطو) مد ايده في منطقة متوترة جدا، هي علاقة الناس بالعلم مقابل علاقتهم بالخرافة. وأنه ناقش القضية بشكل كويس جدا بدون ما يزعل حد، وبدون ما ينافق حد في نفس الوقت.
الرابع: المصداقية
علشان تعمل كوميديا كويسة، انت محتاج تبالغ في بعض الأحداث وتهول في أحداث تانيه علشان تطلع من المفارقات اللي هاتحصل بمواقف كوميدية تضحك الناس.
(بالطو) نجح أنه يعمل المعادلة دي بأدوات موجودة في الواقع حوالينا، زي أنه يلقي الضوء على فقر وتهميش الوحدات الطبية في المناطق الريفية في مصر، أو التعقيدات الروتينية اللي بتخلي حاجات منطقيا تخلص في دقائق تستغرق وقت طويل… الخ.
الخامس: التجديد
مسلسل (بالطو) ما اختارش الحلول البسيطة السهلة المتعارف عليها علشان يبني علاقة كويسة مع الجمهور. يعني كان ممكن يتم تطويل المسلسل علشان يبقى ٣٠ حلقة مثلا. وده كان هايكون قاتل للدراما.
كان ممكن يتم اختيار نجوم صف أول علشان يعملوا البطولة. كان ممكن يتم عرض المسلسل بطريقة نمطية. لكن صناعه اختاروا العرض على منصة واتش ات. وأن عدد الحلقات يكون ١٠ فقط، وأن الأبطال يكونوا ممثلين مش بنفس شهرة النجوم الكبار. وكان واضح أن كل ده صب في النهاية في مصلحة المسلسل.
لكل الأسباب دي وأكتر، ننصحكم بركوب أول ميكروباص لطرشوخ الليف، علشان تشوفوا عمل مختلف ويستحق المشاهدة.