Nightcrawler : أخلاقيات الفضائيات!
فيلم Nightcrawler بيعرض الصورة القاتمة لبيزنس القنوات الفضائية ومحطات التلفزة الامريكية اللى ممكن تعمل اى شىء وتدفع اى مبلغ مقابل الحصول على قصة مثيرة، قصة تزود عدد المشاهدين، حتي لو على حساب أخلاقيات المهنة، او حتي على حساب اخلاق العاملين فى المجال! ومع استمرار عرض احداث الفيلم، بيتولد عندنا الشعور ان اللى بيحصل فى امريكا مش مختلف كتير عن اللى بيحصل فى مصر!
الفيلم بيبدأ بمشاهد افتتاحية لـ جيك جيلنهال، شاب مغمور بيكسب بعض القروش من سرقة البوابات المعدنية المصنوعه من النحاس، وبيبيعها لتجار الخردة بالكيلو، بنشوفه وهو بيحاول يتفاوض على سعر كيلو النحاس بأسعار بخسة، ثم وهو بيضطر يضرب ظابط شرطة تعرض له اثناء قيامه بالسرقة. وبنعرف ان طموح جيك اعلى بكتير من انه يكون لص معادن.
بالمصادفة بيشوف (جيك) وهو راجع من شغله حادث على الطريق، وبيلمح احد الشباب وهو بيصور محاولة الشرطة انقاذ فتاة من بين سيارة مشتعلة، وبيعرف منه انه بيصور شرائط الحوادث ويبيعها للقنوات الفضائية اللى بتعرضها فى مستهل النشرات الاخبارية، بتبدأ الفكرة تلمع فى دماغ جيك، وبينفذها فورا.
جيك بيرهن الدراجة الخاصة به مقابل كاميرا فيديو غير احترافية وجهاز بيرصد مكالمات الاسلكي الخاصة بالشرطة، جيك بيقضى الليل فى التقاط اشاراة الحوادث والتوجه لاماكن الحوادث وتصويرها وبيعها للقنوات الفضائية، لكن اللى بيحصل بعد كده ان …. الحقيقة اننا مش عاوزين نحرق عليكم الاحداث المشوقة اكتر من كده.
الاداء التمثيلى للبطل جيك جيلنهال في دور لويس بلوم، كان اداء اكثر من رائع، تمثيل هادىء ومشاهد محترفة ونظرات عينية كانت بتعكس دائما حجم المعاناة اللى بيعانيها، عل الرغم من شخصيته الانتهازية ونفسه المتعطشة لجمع المال باي شكل مهما كان مصدره.
زوايا التصوير والاضاءة كانت متميزة جدا، واختيارالليل لتصوير معظم مشاهد الفيلم كان من الامور الناجحة، على الرغم من اصابتنا ببعض الاكتئاب نتيجة قلة مشاهد التصوير الصباحي، وحسينا ببعض الملل فى منتصف الفيلم مع تكرار بعض الاحداث بعينها، لكن بشكل العام الفيلم يعتبر بيسلط الضوء على عالم اخبار الحوادث فى الولايات المتحدة وازاى ممكن الطموح يوصل بانسان لمرحلة نسيان – او تناسى – اخلاقه الشخصية.
بننصحكم بمشاهدة الفيلم فى الويك اند ، لكن ضعوا فى اعتباركم انه فيلم درامي مع خيط من الأكشن، يعنى ما تتوقعوش مشاهد كوميدية او رومانسية على الاطلاق. وبالتأكيد لازم تشوفوا الفيلم لو كنتم بتشتغلوا فى الوسط الاعلامي او الصحفي بشكل عام.