مقالات كايرو 360

Transcendence: المبالغة ضيعت الفيلم

قراءة سهلة

فى البداية كده وعلشان نبقى على نور من أولها، إحنا عارفين أن كلامنا ممكن يضايق الجمهور العريض من محبى “جوني ديب”، واللى طبعًا معظمهم من الجنس اللطيف، لكن مين قال أننا ممكن نجامل فى تقييم الفيلم علشان نرضي المعجبات؟!

فى البداية لازم نقول أن موضوع الفيلم معقد شوية، ومحتاج تركيز، يعنى بلاش بوب كورن المرة دى، ويا ريت لو حابين تفهموا الفيلم بشكل كامل تكونوا رايقين ومركزين وأنتم بـ تتفرجوا علشان فعلاً الموضوع صعب ومعقد وقابل للتفسير على أكثر من اتجاه.

الدكتور ويل كاستر (جوني ديب) بـ يدرس بشكل متعمق فى كيفية خلق نظام إلكتروني قادر على التفكير والإحساس والتصرف زى البشر بالضبط، مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى وزيادة اعتماد الإنسان على الآلة، بـ يبدأ أبحاثه من خلال خلق نظام إلكترونى أشبه ما يكون بالبشر.

أحد الجماعات المناهضة لفكرة تحويل الحياة الإنسانية لحياة إلكترونية بالكامل، بـ تنجح فى إصابة الدكتور كاستر بإصابة بالغة، وبـ يصبح من المحتم موته خلال شهر أو أقل، من هنا بـ تبدأ زوجته المحبة إيفلين (ريبيكيا هال) فى تطبيق مستوى جديد من التجارب، يسمح لها بعمل Upload لكامل حياة زوجها على الكمبيوتر، ومن ثم تقدر تخلق كيان جديد إلكترونى من زوجها لما يموت.

القصة وإحنا بـ نكتبها لكم تبان مترابطة وقوية إلى أبعد الحدود، التريلر الخاص بالفيلم كمان كان مبهر ومبشر جدًا، لكن الأحداث المكتوبة لما تحولت لمشاهد سينما وفيلم متكامل، كانت النتيجة أسوأ بكثير مما كنا نتخيل، ودى مسئولية المخرج والى فيستر اللى فى اعتقادنا لم يستطع الوصول للنجاح اللى كنا نتوقعه بالتوليفة دى من الممثلين والقصة المتميزة.

قصة الفيلم وأسلوب تقديمه، وبعض الجمل الحوارية فى الفيلم ممكن تصطدم مع المعتقدات الدينية للمشاهدين المتحفظين، بالتالى مشاهدة الفيلم تحتاج لسعة أفق كبيرة، أما عن استخدام التقنيات والخدع السينمائية فللأسف كان مستواها أقل بكثير مما كنا نتخيل، خصوصًا فى النصف الأخير من الفيلم اللى حسينا أن المخرج بـ يسحبنا فيه بسرعة ناحية جزء معين فى الأحداث، السرعة اللى حسستنا أن الفيلم تم “سلقه” باستعجال شديد، أما عن الربع الأخير من الفيلم فـ بلغ الخيال فيه مرحلة تقترب من مراحل الفانتازيا أكثر منها خيال، الأمر اللى كان له أثر سلبى كبير جدًا على المشاهدين اللى كانوا متوقعين مستوى فيلم يحترم عقولهم أكثر من كده بمراحل.

فيلم Transcendence بـ يناقش العلاقة بين حياتنا الإنسانية، واعتمادنا المبالغ فيه دائمًا على الآلة ومواقع التواصل الاجتماعى، وبـ يدق ناقوس الخطر فى بداية تحولنا لكائنات آلية فاقدة للمشاعر والتواصل الحقيقى مع الناس، وكان ممكن يحوز باهتمام أكبر مننا لو كان تم تقديمه على الشاشة بشكل أكثر واقعية واحترامًا للمشاهد، لكن نتوقع أننا نشوف remake أو لعب على نفس الوتيرة فى أعمال ثانية قريبًا، لأن المساحة دى لسه ما شوفناش أفلام كثير بـ تتناولها.

زر الذهاب إلى الأعلى