الفيل الأزرق: عالم المرض النفسى فى مصر
بعد النجاح الكبير اللى حققه أحمد مراد فى الروايتين السابقتين تراب الماس وفرتيجو، وبعد فترة زمنية طويلة نسبيًا، بـ يقتحم مراد عالم جديد برواية جديدة.. عالم المرض النفسى والظواهر الخارقة للطبيعة والحد الفاصل بين الحقيقة والخيال.. الحد اللى بـ يقطعه الطبيب النفسى يحيى اللى بـ ينعزل عن الحياة وبـ يغرق فى دوامة السُكر والقمار هربًا من حادث تعرض له، قبل ما بـ ترميه الصدفة البحتة أمام صديق قديم بـ يقع فى ورطة وبـ يحتاج مساعدته، ثم بـ تتوالى الأحداث اللى مش عاوزين نحرقها عليكم.
لغة مراد تطورت بشكل كبير بعد الروايتين السابقتين، وإن كان قادر يحتفظ بقدرته على سرد الأحداث بشكل سريع، واللعب على وتر الجريمة الغامضة اللى بـ تشد القارىء للمتابعة من السطر الأول للسطر الأخير بوتيرة سريعة وأحداث مشوقة وتطورات ما حدش يتخيلها.
واخدين على أحمد السرد التفصيلى لأنواع الخمور والمخدرات والوصف الحسى العميق، ونقدر نصنف الرواية أنها للقراء فوق سن ١٨ سنة بسبب العوامل دى، إلا أنه يحسب له توظيفها فى سياق العمل الدرامى وإن كانت Over حبتين.
الربع الأخير للرواية بـ يأخذنا لعالم من الخوارق والتفسيرات الماورائية، فى أكثر من مقطع كنا بـ نفتكر عوالم سلسلة “ما وراء الطبيعة” اللى بـ يأخذنا لها العظيم أحمد خالد توفيق، وإن كان تناول مراد لها أكسبها مذاق مختلف.
الجميل فى أعمال مراد كلها أنه بـ يتماهى مع أعماله وبـ ينقلها بحذافيرها، الصفحة الأخيرة فيها شكر خاص لعدد كبير من الأسماء نعتقد أن فيها عدد كبير من الأطباء النفسيين والكتاب منهم الكاتبة الجميلة لينا النابلسى اللى شوفناها قبل كده فى عمل “إسكندرية بيروت” وغيرها من الأسماء.
لو كنت متابع لباقى أعمال مراد هـ يكون “الفيل الأزرق” عمل كويس لكن مش بنفس قوة رواية زى “تراب الماس”، أما لو كان ده العمل الأول اللى بـ تقرأه لأحمد مراد نوعدك بتجربة جديدة هـ تدفعك لتكملة باقى أعمال أحمد اللى بـ نعتبره واحد من أفضل روائيي جيله، وبـ نستنى منه أعماله القادمة على أحر من الجمر.