مقالات كايرو 360

Macbeth : اعادة تقديم ناجح لمسرحية متميزة

قراءة سهلة

على سبيل اليقين نقدر نقول ان مسرحية ماكبث هى واحدة من اكثر النصوص المسرحية تميزاً وقوة، وايضا من اكثر مسرحيات شيكسبير اللى اتقدمت للسينما والمسرح والتليفزيون وحتي الأوبرا، على الرغم من كونها واحدة من اقصر اعمال شيكسبير، واللى مافيهاش اي حبكات جانبية او اضافية على الشخصيات الأساسية للأحداث.

ليه بنقول الكلام ده؟ علشان نقول ان اعادة تقديم المسرحية من جديد فى صورة فيلم بيقوم ببطولته مايكل فاسبندر وبيخرجه جوستن كورزيل كان يعد مغامرة ما بعدها مغامرة، لان الجمهور بالفعل متشبع بالقصة وعارف تفاصيلها تماما، ومافيش اصعب على القائمين على فيلم ما من تقديم عمل ما للجمهور.. هم حافظين قصته!

لازم نقول ان جوستن كورزيل نجح على صعيد الصورة السينمائية انه يقدم فيلم فائق القوة.. المشاهد والكادرات مرسومه كأنها لوحات فنية، كمان مستويات الأضاءة واستعمال اللون الأحمر بشكل غالب خاصة فى النصف الثاني من الأحداث، كلها امور بتعرفنا اد ايه المخرج ده متملك من ادواته وقادر على تقديم عمل مبهر على المستوي الجمالى للكادرات والأهتمام بكل تفصيله من تفاصيل الفيلم.

على مستوي الموسيقي كمان الفيلم قدم عدد من المقطوعات المتميزة واللى جذبتنا من اول لحظه من الأحداث، وقدرت الموسيقي اللى وضعها “جيد كورزيل” انها تنقل لنا بالظبط كل حدث وكل انفعال فى الفيلم، وده كان من الامور المميزة اللى بقى لنا فترة طويله بندور عليها، ان الموسيقي تكون واحد من اهم عوامل نجاح احد الاعمال مش مجرد عنصر تكميلي.

امال مشكلة الفيلم فين بالظبط؟ الحقيقة ان السيناريو كان اضعف حلقه من حلقات الفيلم، السيناريو كان عنده انتماء ضخم للمسرحية الأصلية، ونسى فارق السنوات بين المرة الاولى لتقديم المسرحية وبين اليوم، مما ادي لشعورنا بالملل فى بعض اجزاء الفيلم، وعدم فهمنا الحوار بشكل كامل فى البعض الأخر، لأن على الرغم من الجمال الشعري للحوار الاصلي للعمل الا انه لازم القائمين على الفيلم ماينسوش انهم فى النهاية بيقدموا فيلمهم للمشاهد العادي سنة 2015 فى دور العرض السينمائية!

على كل حال فى مقابل الموسيقي المتميزة والديكورات اللى انتقلت بنا سنين للوراء لتحكي لنا القصة الشهيرة لاستيلاء دوق اسكتلندي على الحكم من خلال قتل ملك اسكتلندا بتشجيع من زوجته وبعد سماع نبوءة من ثلاث ساحرات، وفى مقابل تميز الأخراج الشكلى والجمالى للكادرات نقدر نغفر للفيلم اي مشكلات اخري فيما يتعلق بالسيناريو او الحوار.

اخر ملحوظه نحب نضيفها هى ان الفيلم تلقى الفيلم ترحيبًا وتصفيقًا حارًا لمدة 10 دقائق من الحضور في مهرجان (كان السينمائي) عام 2015 بعد عرضه. وده ان دل على شىء يدل على النجاح والقوة والقدرة على تقديم سينما مختلفة حتي من مسرحية قُتلت بحثاً ودراسة وتقديماً على شاشة السينما والتليفزيون والمسرح على حد سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى