Black Site : الميزانية ضربت الفيلم بالنار!
سنة ٢٠٠٤ استقبلت السينمات فيلم SAW.. فيلم بميزانية محدودة عن مجموعة أشخاص بيتلاقوا نفسهم تحت رحمة سفاح شرير عاوز يلعب معاهم سلسلة ألعاب مميته.
الفيلم نجح نجاح ساحق وحقق إيرادات غير متوقعة، وأصبح واحد من كلاسيكيات السينما واتحول لسلسلة أفلام بتتعرض لحد النهرده.
هو ده المثال اللي حاول صناع Black Site يعملوا زيه. لكن للأسف مش كل مره ممكن هوليود تعمل فيلم بميزانية قليلة ويكسر الدنيا.
Black Site بيحكي عن منطقة أمنية سرية تابعة لأمريكا، بيتم استجواب الإرهابيين فيها، بطرق فيها وحشية. بطلة الفيلم (ميشيل موناجان) هي محللة بيانات بتشتغل في المنطقة دي. مسئولة عن التعامل مع إرهابي شديد الخطورة. لكنه بيقدر يهرب، وبيضع الجميع في خطر قاتل لما بيبقى حر طليق في منطقة أمنية مُغلقة ومكونة من مجموعة متاهات متداخله مع بعضها.
لما نقرا القصة من بره نحس أنها عظيمة. لكن تنفيذها كان ضعيف جدا. بداية من عدم استغلال الصحراء والمناطق الطبيعية اللي المفترض موجود فيها المقر الأمني، علشان الميزانية مش هاتسمح بتصوير خارجي كتير. فا يتم الاكتفاء بلقطات في بداية الفيلم واضح أنه تم التلاعب فيها بالجرافيك، علشان ننتقل بعد كده لأحداث معظمها بيدور في ديكورات تصوير داخلية، وده اختيار أرخص وأسهل طبعا.
اختيار الممثلين في الأدوار الرئيسية ماكانش أحسن حاجه. والسبب أن دايما الميزانية كانت عائق في عدم اختيار نجوم صف أول. وماقدرتش صوفيا بانكس مخرجة الفيلم أنها تطلع من أبطالها بأحسن من كده في التمثيل. خاصة أن الفيلم يعتبر أول تجربة اخراج لفيلم طويل لها.
للأسف كنا بنتوقع بعد كل ده أننا نشوف قصة مبتكرة، أو اخراج مشاهد أكشن كويسة. لكن للأسف Black Site مش بيقدم ده. بل على العكس هو فيلم قابل للاستنتاج من أول مشهد. وحتى مشاهد الأكشن فيه مش بالجودة اللي كنا نتوقعها، رغم زيادة المشاهد الدموية واللي ممكن تكون مش مناسبة لكل المشاهدين كنوع من محاولة تعويض المشاهد اللي بيحب النوعية دي، عن كل الفشل في الفيلم
الأفلام اللي بيتخصص لها ميزانية قليلة، شبه لعبة الروليت الروسي اللي بيحطوا فيه طلقة مسدس وكل واحد يجرب يضرب نفسه طلقة ويشوفوا مين هايموت! أفلام زي سلسلة SAW مش بس عاشت.. دي كسرت الدنيا وعملت لنفسها جمهور بيعشقها ويتابعها، بينما فيلم زي Black Site للأسف… انضرب بالنار ومش هايسيب علامة مهمة في ذاكرة المشاهدين.