مقالات كايرو 360

Crimes of the Future: مستقبلنا موجود بداخلنا!

قراءة سهلة

الأفلام أنواع.. نوع تقدر تتفرج عليه بنص عين، وربع ذهن، ونوع تتفرج عليه وانت بتاكل، ونوع تاني زي Crimes of the Future.. محتاج انتباه وتركيز شديد، ولو جربت بس تاكل وانت بتتفرج عليه.. العواقب هاتكون وخيمة.

Crimes of the Future بيحكي عن المستقبل القريب، لما الحياه على الأرض بتتغير بشكل كُلي نتيجة عدم احترام الانسان للطبيعة، والنتيجة: اختلاف طبيعة البشر البيولوجية، واختفاء الألم من على الكوكب تماما.. مهما حصل لأي حد، مافيش حد بيحس بالوجع! وللوهلة الأولى لما قولنا ان دي أكيد حاجه كويسة، بتورينا الأحداث أن الألم مهم، مش بس لأنه نظام انذار مبكر ضد الجروح والأمراض، لكنه بيحمل في طبيعته العنصر اللي بيحسسنا بأدميتنا، وفي غيابه، بيحاول يبتكر الناس أساليب مُختلفة تحسسهم بأدميتهم.

في وسط كل ده، بنشوف فريق مكون من شخصين، بيحولوا عملية التشريح لفن أصيل، بيقام له عروض أداء حية زي الحفلات الغنائية، وله جمهور واسع! لكنهم بيصطدموا بطلب تشريح جديد من نوعه بالنسبة لهم. وبيمثل لهم تحدي ضخم.

الكلام الكبير ده هو نتاج عمل المخرج والمؤلف ديفيد كروننبرج، واللي بتدور أفلامه كلها تقريباً على العلاقة بين الانسان وجسمه. وبيوصل رسالته بطريقة مباشرة جداً من الناحية البصرية، لدرجة أننا بنشوف مشاهد تشريح كاملة من خلال أحداث الفيلم، وبالمناسبة، أثناء عرض Crimes of the Future انسحب بعض المشاهدين لأنهم مش قادرين يتفرجوا على المشاهد المقززة، وده كان أرحم بكتير من فيلم Crash اللي قدمه كروننبرج سنة ١٩٩٦ وشهد انسحاب جماعي من المشاهدين لنفس السبب.

كتعويض عن كل الدموية والمباشرة دي من الإخراج، بنشوف أداء تمثيلي جيد من كل الممثلين تقريبا، كريستين ستيوارت و ليا سيدو و فيجو مورتينسون. واللي نجحوا في كل لقطة، أنهم ينقلوا لنا تعبيرات الية ميكانيكة، بتجسد حال البشر لو انفصلوا عن الطبيعة، وأصبحوا أعداء لها. وده اللي ممكن يحصل قريب لو استمر عداء الانسان لنفسه بالمقام الأول، وللأرض اللي عايش عليها بالمقام الثاني، وهي دي الرسالة اللي عاوز ديفيد كروننبرج يوصلها لنا. حتى لو كان ده بالطريقة الصعبة.

الأفلام أنواع.. و Crimes of the Future مش فيلم صالح للمشاهدة من كل أفراد الأسرة، وحتى أفراد الأسرة الواحدة من الكُبار لو شافوه هاتكون مشاعرهم، إما كراهية من أول مشهد، أو حب من أول مشهد. لكن مهما كان اختلاف الأذواق، الفيلم مش صالح – تحت أي ظرف- للمشاهدة من الناس اللي بتضايق من مشاهد الدم والرعب المعوي والتشريح وما الى ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى