Django unchained: ترانتينو يضرب من جديد
الحقيقة أننا فى كايرو 360 من أشد المعجبين بالمخرج الكبير كوينتن ترانتينو وبتجربته السينمائية المتحيزة للمشاهد دون غيره، لأنه مارس الإخراج السينمائى دون أى دراسة علمية أو أكاديمية، لكنه درس الإخراج السينمائى فى أهم قاعة دراسة فى العالم: دار السينما!
من أول فيلم قام ترانتينو بإخراجه وهو “مستودع الكلاب” وحتى “تحرير جانجو” مرورًا بـ Inglorious Bustards و “Kill Bill” وغيرها من الأسماء القوية فى عالم هوليود، عشاق ترانتينو -وإحنا منهم- تعودوا على أسلوب معين فى الإخراج بـ يعتمد على الآتى:
الاعتماد بشكل كبير على الحوار.. حوار طويل ومعقد وساعات بـ يتكلم عن أمور كثيرة بعيدة عن القصة الأصلية للفيلم، ولازم الحوار الطويل ينتهى بمشهد فى قمة الدموية والبشاعة، وتقريبًا بـ يتم قتل معظم أبطال الفيلم فى المشهد ده! الأسلوب ده ما تغيرش فى أى فيلم لترانتينو بلا استثناء، بالتالى المشاهد بـ يكون دائمًا فى حالة تحفز طوال الحوار الطويل للمشهد الدموى اللى بـ يتم تسريب أخبار كواليس تصويره على الإنترنت، والتراهن على عدد جالونات الدم وعدد الألفاظ الإباحية اللى هـ يتم استعمالها.. كل دى مفردات يعرفها عشاق ترانتينو كويس جدًا وإليهم بـ نهدى المقال ده.
النقطة الكلاسيكية الثانية اللى بـ تحصل فى بعض أفلام ترانتينو هى ظهوره شخصيًا فى أحداث أفلامه، فى أحد الأدوار الثانوية، ولازم ينتهى دوره فى الفيلم بمشهد بـ يموت فيه بطريقة فى غاية البشاعة، ده شوفناه فى “جانجو” وكمان شوفناه فى فيلم Desperado لكن الفيلم ده ترانتينو ما أخرجوش لكن شارك فيه كضيف شرف.
النقطة الثالثة اللى بـ نشوفها دائمًا فى أفلام ترانتينو، التركيز على قدم البطلة الأنثى فى الفيلم! شوفنا أكثر من مشهد تم تخصيص كادر الشاشة لأصابع قدم البطلة الحافية فى سلسلة Kill Bill بأجزائها، ثم شوفنا مشهد كامل لعبت فيه قدم “ديانا كروجر” مشهد البطولة فى فيلم Inglorious Bustards، لكن ده ما حصلش فى Django Unchained إلا فى مشهد سريع جدًا.
الفيلم بـ يحكى عن رحلة العبد “جانجو” (جيمى فوكس) لنيل حريته وتحرير زوجته (كيرى واشنطن) بمساعدة (كريستوف والتز) فى فترة حساسة فى التاريخ الأمريكى تسبق قيام الحرب الأهلية بسنتين.
الموسيقى التصويرية لعبت دور مهم جدًا لا يقل أهمية عن أدوار الممثلين أنفسهم! الفيسبوك وتويتر مليانة لينكات للموسيقى التصويرية اللى كانت أكثر من رائعة، وممكن تسمعها من يوتيوب من هنا وتحكم بنفسك، لكن توظيفها فى الفيلم أكسبها متعة مضاعفة.
ترانتينو لسه ما خرجش من جو الحديث والتعرض للأقليات فى العالم، فى Inglorious Bustards كان اليهود ومحاولة انتقامهم من هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية هى التيمة الأساسية، لكن فى Django Unchainedالزنوج هم المحور الأساسى للفيلم، والأقلية دائمًا بـ تظهر فى أفلام ترانتينو بشكل المنتقم اللى بـ يسعى بكل الطرق للوصول لحقه والانتقام من جلاديه.
كريستوف والتز كالعادة لعب واحد من أقوى وأهم الأدوار فى الفيلم، إجادته لعدد من اللغات بلهجات مختلفة وأداؤه فى الحوارات ونظرات عينيه اللى بـ يوظفها بشكل رائع أجبروا “ترانتينو” على التعاون معاه للمرة الثانية بعد Inglorious Bustards، وقدم دور من أحسن أدواره وأقواها قدرة على الإقناع.
الرقابة المصرية كانت متساهلة فى عدد من المشاهد اللى كان لها إيحاءات تتعلق بالعرى أو الجنس، وده حس مرهف من الرقابة المصرية تجاه أفلام ترانتينو اللى بـ يعتبر العرى والجنس من مفرداتها الأولية، إحنا عندنا اتجاه رافض للرقابة على الأفلام، مع زيادة الرقابة على أعمار مرتادى الأفلام اللى بـ يتم تصنيفها للكبار فقط، لكن بـ يدخلها ناس أقل من 18 سنة. خوفنا من الرقابة دفعنا لمشاهدة الفيلم بعد تحميله من على الإنترنت -مع الاعتذار للمصنفات الفنية- ولقينا أنه ما حصلش قطع فى كثير من المشاهد.
ترانتينو ضرب من جديد.. وعلى عشاقه الانتظار من ثلاث إلى أربع سنوات وده الوقت اللى عودنا عليه لتقديم ضربة جديدة نتمنى أنها ما تقلش قوة عن فيلم النهارده ولا باقى أفلام ترانتينو الممتعة.