مقالات كايرو 360

Don’t Breathe 2 : هل ممكن نهرب من الماضي ونبدأ من أول وجديد؟

قراءة سهلة

سنة ٢٠١٦ كان معادنا مع الجزء الأول من فيلم Don’t Breathe. عن محاولة مجموعة من لصوص المنازل أنهم يقتحموا بيت بيعيش فيه راجل عجوز أعمى لوحده.

 

عملية السرقة اللي كنا متعاطفين فيها مع العجوز الضرير، تحولت لمذبحة، لما بنعرف أن الراجل الأعمى هو ظابط بحرية سابق، وصاحب خبرة قتالية مذهلة بيخليه يحاصر اللصوص ويتعامل معاهم.

 

مؤلفين الجزء الأول فيدي الفاريز و رودو سايجوس، قرروا ياخدوا خطوة زيادة ويكتبوا ويخرجوا الجزء التاني. من هنا شوفنا تنويعة جديدة على القصة القديمة. لكن هل قدر الفيلم يحتفظ بنفس قدرته على مفاجأتنا زي ما حصل في الجزء الأول؟

 

نقدر نقول أننا في Don’t Breathe 2 كنا بنتفرج وكل المفاجأت محروقة بالفعل. يعني احنا عارفين أن العجوز الأعمى مش مجرد عجوز أعمى. وأن عنده قدرات جسدية وعقلية خاصة. فا لما نشوف ناس بتتسلل علشان تسرقه تاني. مش هانحس بأي قدر من المتعة.

 

من هنا كانت اللعبة اللي اتلعبت بحرفنه عالية من صناع Don’t Breathe 2. هو أنهم دخلوا لنا شخصية البنت الصغيرة (فينكس) اللي بيربيها البطل (نورمان) بعد انقاذها من حريق في بيتها. قامت بدور البنت مادلين جريس.. وكانت هي الطُعم اللي جاب رجلنا تاني علشان نتفرج باهتمام. لأن المرة دي المقتحمين كانوا بيحاولوا يخطفوا البنت لسبب مش عاوزين نقوله علشان مانحرقش عليكم الأحداث.

 

في الجزء الأول، كان فقدان البصر هو نقطة ضعف نورمان. لكن Don’t Breathe 2، بنشوف عدو مش ملموس المرة دي. العدو ده هو الماضي.. نورمان مش قادر ينسى ماضيه السيء اللي شوفناه في الجزء الأول، و(بنته) بتحاول هي كمان تتعرف على ماضيها الغامض. حتى المجرمين اللي اقتحموا البيت عندهم ماضي مش عاوزين حد يعرفه. وأحلى حاجه في (لحظة التنوير) في الفيلم، لما كل الأطراف دي بتتواجه مع ماضيها. وبيكون لازم على كل واحد فيهم ياخد قراراته بناء على التحديات اللي فرضها عليه ماضيه. وكأننا بنتعلم أننا ممكن نهرب من الماضي لسنين. لكن لحظة المواجهة هاتكون حتمية.

 

بما إن الكلام جه عن (لحظة التنوير).. بصراحة كنا محتاجين إضاءة أكتر في المشاهد. خاصة مشاهد الأكشن اللي حصل معظمها في بيئة شبه مظلمة. إحنا طبعا فاهمين إن الضلمة مهمة كإطار عام للفيلم عن رجل أعمى، لكن شوية إضاءة زيادة كانت هاتخلينا نشوف أحسن.

 

أحسن تمثيل شوفناه في Don’t Breathe 2 كان من نصيب مادلين جريس. البنت الصغيرة اللي دورها إترسم حلو وقدرت تحسسنا بمعاناتها مابين حياتها الحالية الصعبة، وماضيها اللي حاسه طول الوقت إنه بيطاردها وبيخليها تاخد اختيارات صعبة بعد كده. شخصية نورمان الأعمى، اللي قام بيها ستيفن لانج هي كمان كانت قوية وفيها تحديات تمثيل صعبة. نجح فيها لانج بأداؤه، لكن السيناريو نفسه كان متساهل جدا في محاولة سد الثغرات المنطقية اللي كانت موجودة في معظم المشاهد تقريبا.

 

سؤال واحد بسيط زي: هو ليه الأبطال بيحاربوا المقتحمين مع إن مكالمة واحدة للبوليس ممكن تنهي المأساة؟! وفين أصلا السُلطات المحلية من كل الحرايق والكوارث وجرائم القتل اللي بتحصل دي؟ بنشوف مشهد واحد في بداية Don’t Breathe 2 بيحاول يحط شوية قواعد منطقية للأحداث اللي هانشوفها بعد كده. بس مشهد واحد مش كافي إننا ننسى المنطق طول الساعة ونص اللي شوفناها بعد كده. لكن مين قال أننا بنتفرج على الأفلام علشان ندرس منطق.. إحنا بنتفرج علشان نستمتع. وهو ده اللي نجح فيه Don’t Breathe 2.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى