Eddie the Eagle : فن الإصرار على النجاح.
لو كنت يائس.. أو حاسس بالضياع.. لو كنت حاسس إنك مش الإنسان اللى كنت بتتمني تكونه، وإن الحياه معانداك فى كل كبيرة وصغيرة فى حياتك.. إرمي كل حاجه ورا ضهرك وإقطع تذكرة فى أقرب حفلة لفيلم Eddie the Eagle علشان تعيد شحن طاقتك الإيجابية، والتأكد من إنك مش الوحيد اللى حاسس بالفشل والضياع.. وإن (إدي إدواردز) كان حاسس بنفس مشاعرك، لكن الفرق بينه وبينك إنه قرر ما يستسلمش لليأس والإحباط.. علشان كده إستحق تتحول قصة حياته ونجاحه لفيلم نتعلم منه ونتابعه بإهتمام.
من إخراج ديكستر فليتشر وبطولة تارون إيجرتون و هيو جاكمان بنشوف فيلم مقتبس عن قصة حقيقية عن محاولة (إدي إدواردز) تغيير حياته والإلتحاق بالألعاب الأولمبية ممثلاً لإنجلترا فى مجال القفز على الجليد، وهى لعبة مكانش للإنجليز أي مكان فيها فى الألعاب الأولمبية.
من أهم وأكبر مميزات الفيلم، قدرته على توصيل رسالته الأساسية لنا فى إطار من الكوميديا المحببة، وده شىء كنا بنفتقده فى كتير من الأفلام اللى بتتحول لنوع من البرامج التعليمية فى محاولة توصيل رسالتها بشكل مباشر للجمهور، لكن فى فيلمنا النهرده كُنا بنشوف الرسالة وهى بتخاطب عقلنا الباطن فى إطار من السخرية والكوميديا، وده كان أكتر شىء عاجبنا فى الفيلم بصراحه.
الأداء التمثيلي تارون إيجرتون فى دور (إيدي) كان متميز جدا، لكن ماعجبناش محاولته الدائمة رسم إنطباع معين على وجهه علشان يشبه الشخصية الحقيقية اللى بيأديها.. نفس الملاحظة اللى بناخدها على الفنانين اللى بتؤدي شخصيات حقيقية زي الفنانين اللى عملت شخصية الرئيس السادات مثلاً.. هل يُعقل أن يظهر الممثل المؤدي للشخصية وهو بيحرك فمه بنفس الطريقة الشهيرة للسادات فى كل مشهد بلا إستثناء؟! دي كانت نفس غلطة (تارون) وهى عدم قدرته على الفصل بين شكل الشخصية اللى بيأديها أمام الكاميرات، وفى حياته الشخصية، لكنها غلطة تُغتفر أمام قدرته على تقمص الشخصية بالشكل النهائى اللى شوفناه بيها.
المونتاج وإخراج الخدع السينمائية كان من الحاجات المتميزة جداً فى الفيلم، وبنعتقد إنه كان تحدي كبير أمام فريق الخدع إنه لازم يخرج عدد كبير جداً من مشاهد القفز على الجليد بالإستعانه بالدوبليرات، وبدون ما يظهر على الشاشة أي خلل أو تشعر عين المشاهد بأي إختلاف عن أداء البطل الأصلي للمشاهد، التحدي اللى نجح فيه صناع الفيلم لدرجة إننا ما حسيناش بأي إختلاف أو ثغرات.
على الرغم من الدور الأسطوري اللى كان ممكن تلعبه الموسيقي التصويرية فى الفيلم، إلا أننا حسينا إنها كانت موجودة لتأدية الواجب مش أكتر، وكان ممكن يكون الفيلم أفضل لو كان تم الإهتمام بالجزئية دي بأفضل من اللى شوفناه فى الفيلم.. الموسيقي التصويرية كانت موجوده فقط لأن ماينفعش نعمل فيلم بدون موسيقي تصويرية، لكن ما حسيناش بأي إنجذاب منفصل ناحية الموسيقي كمكون سينمائى منفصل بذاته عن الفيلم.
السؤال الوحيد اللى حابين نسأله لكم بعد مشاهدتكم الفيلم.. إيه مانعكم دلوقت حالاً من إنكم تحاولوا تكونوا الأشخاص اللى إنتوا فعلا نفسكم فيها؟! وإيه مانعكم من إنكم تكونوا (إدي إدواردز) القادم فى المجالات اللى بتحبوها.. والناس تقطع تذاكر علشان تتفرج على قصة كفاحكم علشان تحققوا أحلامكم؟