Emergency : العنصرية اختفت فعلا من أمريكا؟
سنة ١٨٦٥ أصدر ابراهام لنكولن اعلان تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية. رسميا وقانونيا، أصبحت تجارة العبيد ممنوعة في أمريكا بداية من السنة دي. لكن، وبعيدا عن القانون، هل تخلصت أمريكا للأبد من التفرقة في المعاملة بين البيض والملونين؟
بداية من المشهد الأول في فيلم Emergency بنشوف اقتحام لواحدة من المناطق المحرمة في التاريخ الأمريكي، وهي العلاقة بين البيض والملونين. لدرجة اننا بنشوف مشهد طويل أثناء الدراسة في قاعات التعليم، وبنشوف ازاي بيتم تدريس تاريخ التعامل مع القضية دي بمنتهى الحساسية للطلبة.
Emergency مش بيسيبنا لوقت طويل مع معضلات أخلاقية أو إنسانية، لكنه بياخدنا لرحلة طويلة على مدار ساعتين، لمجموعة شباب ملونين بيحاولوا يعيشوا حياتهم ويحتفلوا لمدة ليلة واحدة طويلة. لكن احتفالهم بيتحول لكابوس لما بيكتشفوا وجود بنت بيضاء في حالة سُكر شديدة في نفس المكان اللي هم متواجدين فيه.
المشكلة الأساسية في الفيلم هي عدم قدرة الشباب على ابلاغ البوليس، علشان عارفين أن بوجود بنت بيضاء مع شباب ملون ومع وجود المخدرات والخمور، هايتم وضعهم في السجن واتهامهم بكل الاتهامات السيئة في الدنيا بدون تحقيق عادل أو محاولة معرفة الحقيقة. ومن هنا بتبدأ الشرارة الأولى اللي بتحرك كل الأحداث بعد كده.
Emergency مش بس بيسلط الضوء على تعامل الشرطة السيء مع الملونين، لكن حتى تعامل الناس العادية البسيطة، وكأن مجرد وجود شاب غير أبيض في سن المراهقة في مكان ما، مرادف لحدوث مصيبة أو حادثة.
الفيلم كان هايكون أحسن لو كان السيناريو اعتمد على حاجات تانيه غير فكرة الصدف ووجود اشخاص غير مناسبين في التوقيت/المكان غير المناسبين علشان يكون ده المحرك الوحيد للأحداث
لكن من أحلى الحاجات اللي عجبتنا في Emergency هي فكرة اختلاف كل واحد من الأبطال، وحالة التباين بينهم، ما بين اللي عاوز يعمل لنفسه مستقبل كويس وعنده طموح، وبين اللي مش فارقه معاه وعاوز يقضيها. وهنا بتظهر رسالة الفيلم واضحة، وكأنها صرخة من مجتمع الملونين في أمريكا: احنا مختلفين عن بعض. وفينا الكويس وفينا الوحش. بلاش تحكموا علينا بالظاهر. واعرفوا أكتر عنا…
والسؤال اللي بنختم بيه كلامنا. هل فعلا المشكلة العنصرية في أمريكا بالحجم ده؟ ولا صناع Emergency حبوا يحطوا عدسة مكبرة على بعض التصرفات الفردية اللي بتحصل أحيانا؟ في رأينا الشخصي، المشكلة العنصرية بالفعل كبيرة. وتحتاج وقفة حقيقية من المجتمع الأمريكي لو بجد عاوز يتغير نفسيا وانسانيا، زي ما اتغير بشكل رسمي سنة ١٨٦٥ مع نهاية الحرب الأهلية.