Green Book: صرخة هادئة في وجه العنصرية!
سر صغير يعرفه (حريفة) الأفلام الأجنبية… الأفلام اللي بتتعرض في الفترة من أكتوبر الى يناير من كل سنة بتكون الأقوى. نتيجة تركيز صناع الأفلام على اقتراب موسم الأوسكار في فبراير. وكل فيلم مقتبس عن قصة حقيقية بنشوفه في الفترة دي بنعتبره مرشح محتمل للأوسكار الى أن يثبت العكس. وده بينطبق بمنتهى القوة على فيلم Green Book
Green Book بيحكي عن سائق إيطالي بيعيش في أمريكا في فترة الستينات. الفترة الأكثر ازدهارا للتفرقة العنصرية بين البيض والسود في أمريكا. لكن بطلنا توني ليب اللي قام بدوره فيجو مورتينسون بيجد نفسه مجبرا انه يكون السائق الخاص لرجل أسود هو دون شيرلي اللي قام بدوره ماهرشالا علي.
وعلى الرغم من فرق اللون، إلا أن شيرلي بيحطم كل الرموز اللي زرعتها الثقافة الخاطئة عن السود في عقل توني. بنشوف شيرلي كرجل أسود أنيق وغني وصاحب فكر، والأهم أنه صاحب دكتوراه في الموسيقى والعزف من الاتحاد السوفيتي. ومن هنا بتبدأ مجموعة من المفارقات الإنسانية في الحدوث بين البطلين.
بنتكلم هنا عن أداء تمثيلي فوق الوصف من أبطال الفيلم الاثنين. أداء ما كناش هانشوفه لولا عبقرية المخرج بيتر فاريلي وهو مؤلف واحد من اشهر الأفلام المشهور بيها جيم كاري في مصر وهو فيلم Dumb and Dumber أو غباء× غباء
مش ده العامل الوحيد في نجاح الفيلم. عندنا كمان توظيف متميز للحوار في كل الجمل الحوارية تقريبا. توظيف متميز بدون استعلاء على المشاهد أو بدون خلق جمل حوارية صعب أنها تتقال في الحقيقة. لكن القائمين على الفيلم لعبوا في المنطقة الحرجة بين تقديم الإبداع وبين تقديم عمل يرضي المشاهد العادي وتخليه يحب الفيلم.
نقطة لا يمكن نغفلها: موسيقى الفيلم التصويرية كانت أكثر من رائعة، وتجانست مع المشاهد وتصميمها والإضاءة علشان تقدم لنا في النهاية معزوفة عزفت على أوتار قلوبنا وعقولنا وعيوننا على مدار حوالي ساعة ونصف هي عمر الفيلم.
أما نقطة الضعف الوحيدة من وجهة نظرنا في الفيلم فهي تخص المشاهد العربي والمصري، واللي ممكن مايكونش مهتم – أو ماعندوش معلومات كافية- عن فترة التعصب الأمريكي ضد الملونين، وعن المشكلة الاجتماعية اللي كانت – ومازالات الى حد ما – متفجرة في أمريكا بخصوص اضطهاد الملونين.