مقالات كايرو 360

I.T : هل فعلاً الخصوصية أصبحت وهم؟!

قراءة سهلة

من أكتر تيمات الرعب اللى مش بنشوف إنه تم استغلالها بشكل مناسب فى السينما، تيمة الرعب من الأشخاص الودودة زيادة عن الازم، أو الأشخاص اللى لما نشوفها من بعيد ونتعامل معاها فى حياتنا اليومية ما نتخيلش إنها ممكن تتحول فى يوم وتقلب حياتنا لجحيم لا ينتهي.

على الرغم من إن فيلم I.T  قد يبدو إنه صاحب قصة فريدة وغير مكررة، إلا أننا نقدر نعتبره إعادة تقديم لفيلم تم إنتاجه سنة 1991 من إخراج العبقري مارتن سكورسيزي ومن بطولة روبرت دي نيرو. فيلم التسعينات نفسه يعتبر إعادة إصدار لفيلم تاني إنتاج سنة 1962 من إخراج جي لى سمبسون ومن بطولة روبرت ميتشيم. الفيلمين كان إسمهم Cape Fear .

I.T بيحكي عن حياة رجل الأعمال مايك ريجان (بيرس بروسنان)، واللى بيملك إمبراطورية مالية عملاقة متخصصة فى تأجير الطائرات الخاصة لرجال الأعمال الأغنياء. مايك بيعيش فى منزل رائع وعنده زوجة جميلة وبنت مراهقة (أنا فريل و ستيفاني سكوت)، وبيعيش فى منزل مجهز بأحدث الوسائل التقنية.. حياة مثالية بيحلم بيها معظمنا.

لكن الحياة المثالية دي بتنقلب لجحيم لما بيدخل حياة الأسرة شاب بيعمل فى تصليح الاعطال التقنية فى شركة مايك (جاسون باري)، بنعرف مع الوقت إن الشاب مختل عقلياً وإنه بيسيطر على حياة مايك وعائلته بالكامل من خلال إختراق خصوصياتهم الإلكترونية واستغلال ثغرات حياتهم علشان يحولها لجحيم.

الفيلم بيسلط الضوء على فكرة الخصوصية فى عالم الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي، وإزاي أصبحت منازلنا وهواتفنا وأجهزة الكمبيوتر معرضة للإختراق والقرصنة ومعرفة أدق أسرارنا فى دقائق معدودة. ويمكن الخيط ده فى السيناريو هو الإختلاف الوحيد بين الفيلم وبين قصة Cape Fear اللى مكانش ظهر أيامها الكمبيوتر والإنترنت بشكله الحالي.

بنعيب على الفيلم رغبته الشديدة فى الوصول لنفس فكرة أفلام Cape Fear. بشكل خلى الأحداث ما تستويش على نار هادئة، على العكس من اللى عمله صناع الأفلام دي.. علشان كده شوفنا قفزات كبيرة فى السيناريو والأحداث، ومحاولات التحايل على أبسط قواعد المنطق، زي إبراز مايك فى دور رجل الأعمال اللى مش عارف أي شىء عن التكنولوجيا، بينما بيملك ويدير شركة متخصصة فى مجال تقديم خدمات لرجال الأعمال من خلال موبايل أبليكيشن! وغيرها من المغالطات.

بيرس بروسنان قدم أداء عادي فى دور رجل الأعمال، وفشل فى تقديم انفعالات تعطينا الشعور بالنضج الخاص بالشخصية على مدار أحداث الفيلم، لكن أداؤه فى مشاهد الأكشن كان متميز وأعطانا شعور بالإثارة وكتم الأنفاس، وواضح إنه لسه مش ناسى أدواره السابقة كواحد من أشهر من أدوا شخصية جيمس بوند.

كان ممكن نقول نفس الكلام عن (جاسون باري) أو باتريك، لكنه فى الواقع قدم بعض المشاهد العبقرية، زي مشهد حالة الغضب فى السيارة، وخاصة المشاهد النهائية من أحداث الفيلم، وكان واضح المجهود اللى قام به علشان يقنعنا بشخصية الشاب المضطرب عقلياً.

على الرغم من التميز الشديد للديكورات وخاصة ديكورات منزل بيرس بروسنان، إلا أن الموسيقي التصويرية كان مستواها أضعف بكتير من مستوي الديكور، وحسينا إنها مجرد خلفية موسيقية للأحداث.

I.T محاولة مقبولة لإعادة تقديم أفلام متميزة على الشاشة من جديد، بمنظور عصري تكنولوجي، بيطرح أسئلة كتيرة عن الخصوصية فى زمن السوشيال ميديا!

زر الذهاب إلى الأعلى