Kimi : مافيش فايده من الهرب من مخاوفك
مين الشخص الوحيد اللي ماتقدرش تهرب منه مهما حاولت؟ الإجابة هي أنت! الواحد مستحيل يهرب من نفسه مهما حاول. بالتالي لو عندك مخاوف من أي نوع، لازم تواجهها بدل ما تهرب منها. لأن الهروب مالوش فايده.
هي دي المهارة، أو الحكمة اللي كان لازم تتحلى بيها أنجيلا (قامت بالدور زوي كرافيتز) واللي بتشتغل في تحليل البيانات في شركة مسئولة عن مساعد صوتي اسمه (Kimi) بيشبه في عمله المساعدات الصوتية اللي بنستعملها في حياتنا اليومية زي (سيري) أو (كورتانا).
شغل أنجيلا بيتمثل في أنها بتسمع الناس وهي بتكلم المساعد الصوتي، وتعدل استجابته حسب طلبات الناس علشان تحسن الخدمة اللي بيحصلوا عليها، لكن القدر بيخليها تسمع تسجيل للحظة وقوع جريمة قتل. ولما بتبلغ الشركة بتحس أنها بتتعرض للتجاهل للحفاظ على سمعة الشركة.
كان ممكن معاناة أنجيلا تكون أقل لو ما كانش عندها رهاب الخروج من البيت، وده اضطراب نفسي بيخليها مش قادره تخرج من بيتها خالص، خاصة مع ظروف الاغلاق للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. ولما شوفنا معاناة أنجيلا مع الخروج من البيت رجعنا بالذاكرة لفيلم The Net انتاج ١٩٩٥ واللي بيحكي هو كمان عن شابة عندها رهاب الخروج من البيت بتتعرض لتهديد الكتروني.
من الواضح أن فيلم Kimi بيدق ناقوس الخطر عن توغل الأجهزة الذكية في حياتنا، وما اذا كان لازم نعطيها القدرة على التحكم في كتير من تفاصيل حياتنا أم لا، وهل القائمين على المشاريع دي يستحقوا أننا نأتمنهم على بياناتنا وأسرارنا؟ التيمة دي بحد ذاتها مش جديدة، وسبق وشوفناها في أفلام كتير. لكن اللي عجبنا في Kimi أنه حول نفسه في الربع الأخير من الأحداث لفيلم مطاردات وأكشن تقليدي. ولو كانت المساحة اللي شوفنا فيها التحول ده أكبر كان تقييمنا للفيلم هايكون أعلى. لكن للأسف صناع Kimi ضيعوا وقت طويل في بداية الفيلم علشان نعرف الجو المحيط بالبطلة، وده خلانا نفقد وقت طويل في التمهيد للي هايحصل بعد كده.
الجميل في Kimi أن القصة نفسها مستمدة من الواقع بشكل كبير. وسبق وسمعنا تصريحات من موظفين في شركة أبل بيقولو أنهم من خلال شغلهم في سماع تسجيلات الأصوات اللي بيلتقطها المساعد الصوتي الخاص بهم (سيري) بيسمعوا حالات عنف زوجي وأحيانا اغتصاب. وكان فيه جدل أخلاقي كبير في أمريكا بخصوص هل المفروض يتم الإبلاغ عن الحالات دي أم اعتبارها كأن لم تكن لدواعي الخصوصية. وهل فكرة أن تليفونك بيبعت تسجيلاتك الصوتية للشركة دي يخلينا نشعر بالأمان أو الخصوصية في حياتنا؟!
زوي كرافيتز هي بطلة الفيلم الأولى بلا منازع طبعا. قدمت أداء تمثيلي رائع وغيرت فيه جلدها عن سابق أدوارها. وده مخلينا مستنيينها في فيلم The Batman في دور الـ Catwoman ومستنيين الفيلم نفسه طبعا على أحر من الجمر. وقدرت زوي أنها تجسد لنا معاناة (أنجيلا) البنت اللي عاوزه تاخد التصرف الصحيح، وفي نفس الوقت مخاوفها بتمنعها تعمل ده.
Kimi مش الفيلم الوحيد أو الأفضل اللي بينبهنا للجانب القبيح للتقنية الحديثة في حياتنا، لكنه دفعة للأمام علشان نعيد التفكير تاني في مخاوفنا وطريقة مواجهتنا لها.