مقالات كايرو 360

King Richard : الكنز في الرحلة الى القمة

قراءة سهلة

ازاي صناع فيلم King Richard يقدروا يقنعونا كمشاهدين، أننا نتفرج على حوالي ساعتين عن قصة إحنا أصلا عارفين نهايتها من قبل ما يبدأ الفيلم! لأننا بنتكلم هنا عن قصة صعود سيرينا و فينوس ويليامز للتربع على عرش رياضة التنس في العالم. يعني من المحسوم أن في النهاية هانشوف أن الأختين نجحوا في الوصول لهدفهم فعلا؟!

علشان كده بتتجلى هنا عبقرية صناع King Richard من خلال التركيز على شخصية جديدة علينا تماما هي الأب ريتشارد ويليامز، وازاي رسم خطة دقيقة من بداية ولادة الأختين، علشان يضمن تربعهم على عرش رياضة التنس خلال سنوات معدودة. علشان نفهم أن الكنز الحقيقي في رحلة الصعود نفسها. مش في لحظة التواجد على القمة.

من المشاهد الافتتاحية بنشوف ريتشارد ويليامز (ويل سميث) وهو شخص عنيد، حاطط هدف قدامه ومش عاوز يتخلى عنه. والهدف هو وصول بناته لقمة رياضة التنس. رغم أن أبسط قواعد المنطق واقفه ضد حلمه ده. منها الفقر الشديد اللي بيعاني منه، وكونه ملون البشرة في لعبة مش بتعترف غير بالبيض، وأخيرا الأوضاع الاجتماعية اللي بيعاني منها، زي مضايقة الشرطة، أو تحرشات المنحرفين ببناته. كلها معوقات بتحسسنا أن الوصول للهدف النهائي شبه مستحيل.

King Richard بيركز على الطريقة اللي بيتعامل بيها ريتشارد مع كل مشكلة تصادفه. هو شخص عنيد. لكنه عارف حدود قدراته كويس، بالتالي بيتجنب الدخول في مشكلة مباشرة مع البلطجية في الحي اللي عايش فيه، لكن في نفس الوقت بيضطر يوقفهم عند حدهم لما بيوصل الأمر لبناته. الفيلم بيعرفنا أن بنات ريتشارد كانوا هم نقطة ضعفه الأساسية، وهايكونوا نقطة قوته في الوصول لهدفه اللي خطط له من اللحظة الأولى. بالتالي نجح King Richard أنه يخلق حالة تعاطف بيننا وبين الأبطال.

مش محتاجين نتكلم كتير عن أداء ويل سميث لأنه كان رائع زي ما تعودنا، لكن خلونا ما ننساش أن الفيلم يعتبر (مصيدة أوسكار) بمعنى أنه فيلم معمول مخصوص علشان يخلي بطله يحصل على الأوسكار، حسب المعايير المحفوظة واللي بتستهوي لجنة التحكيم دايما. زي أن الفيلم يكون عن قصة حقيقية، وأن التصاعد الدرامي ينتهي بنهاية سعيدة، وأن القصة يكون فيها ارتباط عائلي بيدفع البطل لتحقيق أهدافه. أضف لكل ده لون بشرة ويل سميث اللي هايشكل (بونص) إضافي لصالحه عند لجنة التحكيم، بعد الاتهامات اللي بتتعرض لها الأوسكارز كل سنة أنها بتروح دايما لناس بيض البشرة.

الأداء التمثيلي للأختين ويليامز: سانيا سيدني و ديمي سينجلتون كان أكتر من رائع. ومع تداعيات وصول الفيلم للمباراة النهائية، ورغم معرفتنا بالنتيجة، لكن حسينا بكل لحظة من الألم والمعاناة والرغبة في الوصول للنصر، كأننا كنا ضمن المشاهدين في الملعب.

أعطينا King Richard أربع نجوم فقط من ٥ علشان احنا مش بنحب الأعمال (المتفصلة) للحصول على الأوسكار. لكن مانقدرش ما نرشحش الفيلم للمشاهدة لأن مبذول فيه مجهود أكثر من رائع. ولو اعتبرناه ترشيح اختياري لمحبي الأفلام بصفة عامة، فهو ترشيح اجباري لمحبي الأفلام اللي بتدي الناس عزيمة وأمل وتفاؤل، وطبعا لمحبي رياضة التنس ومتابعيها.

زر الذهاب إلى الأعلى