Left behind : فيلم ضعيف عن يوم القيامة
فى واقع الامر نيكولاس كيدج بيمارس منذ فترة طويلة جدا رحلة من السقوط الفني باقتدار! مش عارفين ليه النجم الكبير اللى اشعل السينمات بافلام زي Face/off او con air ازاى يقبل على نفسه يخرج فى سلسلة من الافلام الهابطة والضعيفة وذات الافكار المستهلكة زى الافلام اللى بدأ فى بطولتها بداية من فيلم Next وحتي لحظة كتابة هذه السطور!
كان عندنا امل ان Left behind يخرج برة قائمة الحظ السىء لنيكولاس كيدج، ويبدأ من جديد فى محاولة اكتساب مجده السابق، لكن للاسف الفيلم بينضم لقائمة اخفاقات كتيرة حصلت لكيدج فى السنوات الاخيرة.
من اخراج فيك أرمسترونج وبطولة ليا سومبسون بنشوف قصة كابتن طيار (نيكولاس كيدج) بيحاول يدفن زواجه الفاشل من امرأة مهووسة دينيا من خلال زيادة عدد ساعات شغله وعلاقته المريبة باحدي مضيفات الطيران، لكن الامور كلها بتختلف 180 درجة لما بتحصل ظاهرة غريبة تتمثل فى اختفاء عدد ضخم من البشر فى لحظة واحدة من الكوكب! الظاهرة اللى ليها مرجعية دينية مسيحية كظاهرة بتنبىء باقتراب يوم القيامة. الامر اللى بيثير الذعر بين ركاب الطائرة وقائدها، او حتي بنته اللى بتحاول النجاة من عمليات السلب والنهب اللى انتشرت فى البلاد مع بداية الظاهرة. البنت اللى بتتحول من الالحاد الى الايمان بعد الظاهرة العجيبة دي.
نقدر بمنتهي السهولة نصنف الفيلم تحت فئة الافلام الدينية باقتدار، الفيلم بينتصر لفكرة ضرورة رجوع الناس للخالق والتطهر من ذنوبهم والاعتراف بها قبل مجىء يوم الحساب. ومن بداية المشاهد الافتتاحية للفيلم واحنا بنشوف طوال الوقت مناظرات واشتباكات لفظية بين ناس متدينة وناس تانية مش متدينة.
على الرغم من ان الاحداث بتدور معظمها على متن طائرة معرضة لخطر الاصطدام بالارض، الا ان عوامل الاثارة والتشويق كانت غايبة تماما عن الفيلم فى سبيل الوصول لنتيجة واحدة هى النتيجة الدينية والرسالة اللى عاوز يوصلها الفيلم، الامر اللى اشعرنا بالملل وعدم الرغبة فى المتابعة واحساسنا اننا مساقين وراء مخرج متدين عاوز يقدم عمل اخلاقى ديني بغض النظر عن اى عوامل تانية.
نيكولاس كيدج لم يبذل اى مجهود يذكر فى اداؤه لشخصيته. كان طوال الوقت بيظهر بصورة الواثق الهادىء حتي مع اصعب اللحظات اثارة، الامر اللى ممكن نغفرة لو تخيلنا ان دي حدود شخصيته كطيار مسئول عن طائرة كاملة ولازم يتحلى بالشجاعه ورباطة الجأش، لكن الفكرة ان الشخصية دي (وسعت) من نيكولاس كيدج شوية وتحولت لحالة من البرود والا مبالاه طوال احداث الفيلم، الامر اللى حسسنا ان (كيدج) كان عارف الاحداث بالتالى مكانش متفاعل معاها بالقدر الكافى!!
علشان الامور تزيد تعقيدا كان لازم يتم الزج برجل مسلم بدقن وملامح شرق اوسطية، علشان كالعادة يشك فيه كل ركاب الطائرة وكالعادة يطلع برىء من اى تهمة توجه له، فى محاولة لتحسين صورة المسلمين والعرب فى الولايات المتحدة خصوصا بعد احداث 11 سبتمبر.
نيكولاس كيدج بيضيع فرصة اخيرة فى محاولة العوده لسابق مجده من جديد، على الرغم ان الافلام اللى بتدور احداثها فى طائرات ممكن تحصد نسب مشاهدة متميزة ويطلع من شخصياتها دراما رائعة، لكن يبدو ان (كيدج) هو كمان Left behind من جمهورة اللى يأس من قدرته على تقديم اعمال كويسة.