مقالات كايرو 360

Loving Pablo: الحب في حياة اشهر تاجر مخدرات.

قراءة سهلة

لو عملنا استطلاع رأي عن أشهر شخصية شريرة اتعمل عنها أعمال سينمائية ودرامية، الإجابة هاتكون طبعا (بابلو إسكوبار) ملك تجارة المخدرات في كولومبيا، واللي حير أجهزة الأمن في أمريكا وكولومبيا على حد سواء.

المميز في حياة إسكوبار الحقيقية إن كان فيها مقومات كتير تصلح لتحويلها لعمل فني قوي، لإنها بتجمع بين مواصفاته كرجل شرير وتاجر سموم، لكن في نفس الوقت كان بيكسب شعبية كبيرة في كولومبيا نتيجة تبرعه لأعمال الخير وعدم إيذاء السكان المحليين!

Loving Pablo بيحكي عن الجانب العاطفي المعقد في حياة أشهر تاجر مخدرات في العالم، واللي بيقع في حب صحفية كولمبية بيتم دعوتها لحضور أحدى حفلاته، ومن هنا بتبدأ شرارة الحب اللي بتتطور على أساسها الأحداث.

وعلى الرغم من محاولة المخرج والمؤلف فرناندو ليون دي أرانوا واللي استند على رواية فيرجينيا فاليجو في تقديم أحداث الفيلم على أنه يقدم الصورة المتناقضة لبابلو إسكوبار في أكتر من مشهد، إلا أن سيناريو الفيلم بالكامل كان غير متناسق وغير متناسب مع السياق العام للأحداث. وحسينا أن مافيش هدف أساسي الفيلم قادر يحطه أمامه. يعني الفيلم كان فاقد للبوصلة الأساسية ومش عارفين هل هو فيلم أكشن عن تاجر مخدرات أم فيلم رومانسي عن قصة حب معقدة، أم فيلم وثائقي عن حياة مجرم شهير. السيناريو حاول اللعب على كل الأطراف – وكعادة كل اللي بيحاول يعمل كده – فشل في التركيز على أي جانب من اللي اتكلمنا عنهم.

لكن في محاولة من المخرج أنه يداوي ضعف السيناريو قرر يقدم لنا مجموعة ممثلين متميزين. على رأسهم طبعا خافيير بارديم في دور بابلو إسكوبار. خافيير من الممثلين اللي ممكن نسميهم (تُقال) يعني قادرين على أداء شخصيات مركبة وفيها أبعاد إنسانية عميقة. حتى دور الشرير في فيلم جيمس بوند Skyfall سنة 2012 واللي توقع الكثير من المشاهدين أنه يكون شخصية شريرة اعتيادية، قدر بارديم يقدمها بشكل عميق ومميز ومثير لتعاطف المشاهدين نفسهم، ولا ننسى دوره مثلا في فيلم Mother! سنة 2017 واللي كان له أكثر من بعد فلسفي وديني. وغيرها من الأدوار.

السؤال هو.. هل قدم خافيير الشخصية بشكل مميز؟ الإجابة المباشرة هي : نعم لكن لم يتم استغلال أداؤه بشكل جيد بسبب مشاكل السيناريو والإخراج زي ما قولنا.

من ناحية تانية بنشوف الشخصية النسائية في الأحداث بينيلوبي كروز واللي قامت بدور الصحفية الكولمبية فيرجينيا فاليجو – كاتبة القصة الأصلية للأحداث- فجاء أدائها التمثيلي بشكل كويس وغير مزعج لنا كمشاهدين، لكن برضو فشلت في إضافة أي جديد للفيلم على الرغم من أن دورها محوري جدا، بل على العكس خرج منها بعض المشاهد الانفعالية اللي حسينا أن أدائها كان المفروض يكون (أبسط) من كده فيها.

من ناحية تانيه تم استغلال الموسيقى التصويرية بشكل جيد وتقديمها لكتير من المشاهد بشكل ملفت للنظر وجاذب للأذن، اختيار أماكن التصوير وزوايا الكاميرا خدم كتير من المشاهد وأظهرها بشكل أقوى

إخراج مشاهد الأكشن كان مميز لكن المشاهد دي كانت محتاجه تكون أكتر من كده، وحسينا أنه تم وضع مشاهد الأكشن من أجل استغلالها في التريلر الخاص بالفيلم فقط.

وبشكل عام كتير من (روح الفيلم) كانت اسبانية بسبب جنسية المخرج والبطل والبطلة! وده كان شيء مميز وحسينا أننا بعدنا عن الروح (الهوليودية) اللي أصحبت مسيطرة على كتير من الأفلام اللي بنشوفها مؤخرا.

فيلم Loving Pablo كان ممكن يكن أفضل لو كان صناع الفيلم حددوا من البداية الإتجاه العام الخاص بالفيلم. لكن محبي الأعمال اللي بتتناول بابلو إسكوبار هايجدوا فيه فيلم جيد ويستحق المتابعة.

علشان تبقى عارف: بدأ تصوير الفيلم في أكتوبر 2016 وتكلف حوالي 4 مليون جنيه إسترليني.

زر الذهاب إلى الأعلى