Maya the bee movie : العودة للطفولة الجميلة
التقدم التكنولوجي لما انعكس على صناعة السينما فى العالم، كلنا شهدنا ثورة حقيقية فى تقنيات العرض، ومستوي صناعة الافلام، وشوفنا للمرة الاولى شركات عملاقه زي ديزني او بيكسار او مارفل بتتحد مع بعض لانتاج افلام انيميشن قوية وعالية المستوي، ومع وصول تجهيزات العرض ثلاثى الابعاد والايماكس للسينمات، الامر اللى ساعد على ظهور افلام عظيمه فعلا على كافة المستويات وعلى مستوي الانيميشن بشكل خاص.
لكن مين قال اننا احيانا مش بنحس بحنين للبساطة؟ للتلقائية؟ للأفلام الكارتونية البسيطة اللى بتفكرنا بجلوسنا امام التليفزيون نهار يوم الجمعة فى انتظار الفقرات الكارتونية اللى بتعرضها القنوات الأولى والثانية الأرضية (قبل انتشار الستلايت والأنترنت طبعا). وهو ده الوتر اللى بيلعب عليه فيلم maya the bee .
سواء بقصد او بدون، قدر المخرجان ألكسيس ستادرمان و سيمون باكارد انهم يرجعونا لفترة الطفولة الجميلة، بعيدا عن اساليب الابهار فى العرض والصناعة، واللى اتعودنا عليها من الانتاجات الهوليودية عالية التكلفة والتقنية.
الفيلم بيحكي عن المغامرات المدهشة للنحلة (بى) اللى مش بتطيق تقعد فى مكان واحد، وحركتها الدائمه وفضولها ورغبتها فى استكشاف كل شىء حولها بيدخلها فى مشاكل كتير ومعقده، لكنها بتواجهها دايما بحس الدعابة الشهير عندها وبقدرتها الدائمه على الابتسام… ياسلام! منتهي البساطة فيما يتعلق بالقصة، لكن البساطة اللى ممكن توصم الفيلم بالاستسهال هى فى واقع الامر صعبه، لان صناعه فيلم بيخاطب اطفال اليوم من خلال قصة بسيطة فى راينا الشخصى مهمة غير سهلة على الاطلاق فى زمن تعود الاطفال فيه على اللعب بالتابلت والدخول على الانترنت من الموبايل. صعب جدا نعرض لهم فيلم عن مغامرات نحله ويكون مقنع بالنسبة لهم فى زمن Big hero6 ، وده التحدي اللى –فى راينا- نجح المخرج فى تقديمه.
الموسيقي التصويرية كانت جميلة ولذيذة، حماسية وتدخل القلب من اول مشهد، وقد يرجع السر لها فى تذكرنا لايام طفولتنا لانها كانت اقرب ما يكون بتترات البرامج والمسابقات اللى كنا بنشوفها مع جيل الثمانينات والتسعينات فى المحطات الارضية.
على الرغم من اللعب على وتر الذكريات، الا اننا فى اعتقادنا ان الفيلم موجه بالاساس للصغار مش للكبار، بمعني انكم لو كان معاكم اولادكم ودخلتوا معاهم الفيلم ممكن تحسوا ببعض الملل خصوصا فى الربع الاخير من الفيلم، اما الاطفال فا نعتقد انهم هايكونوا فى حالة متعة دائمة، ومختلفة عن الافلام ضخمة الانتاج.
Maya the bee مش افضل فيلم انيميشن شوفناه فى حياتنا، لكن البساطة والتغيير من اسباب نجاحه رغم ضعف توزيعه داخل سينمات مصر، لكن ممكن يكون تغيير عن نوعية الانيميشن اللى اصبحنا حافظينها.