No Exit : مافيش حاجه اسمها صدفة في الحياه!
الناس نوعين. نوع مصدق أن الدنيا بيحصل فيها حاجات على سبيل الصدفة، ونوع مصدق أن كل حاجه بتحصل في حياتنا بتحصل بترتيب. والفارق بين المواقف اللي بنسميها (صدفة) والمواقف اللي بنقول أنها مُرتبة مسبقاً، هي أننا مش بنشوف الصدف وهي بتحصل. وفيلم No Exit بيلعب على الوتر ده وبيقدم فكرة فلسفية في اطار من الأكشن الممزوج بالرعب. ودي نقطة قوته.
No Exit بيحكي عن بنت محجوزة في مصحة للإدمان، بتتلقى خبر مرض والدتها الشديد، وأن ساعاتها في الدنيا أصبحت قليلة، بالتالي بتقرر الهرب من المصحة، والتوجه للمستشفى، لكن عاصفة ثلجية بتقطع عليها الطريق، وبتضطرها تنتظر في مطعم مع ناس تانيه لحين انتهاء العاصفة، فقط علشان تكتشف أنها في وسط عملية خطف مُعقدة، وأنها قد تكون طوق النجاة الوحيد لبنت صغيره.
من الثانية الأولى للأحداث بيورطنا المخرج دميان باور في القصة بشكل مباشر، وبشكل أو بأخر بيجبرنا على التوحد مع البطلة والشعور بمشكلتها، على الرغم من كونها مدمنة، لكن الحيلة النفسية اللي لعبها معانا صناع الفيلم، هي نجاحهم في أنهم يخلونا نضع نفسنا مكانها، ونحس بمشكلتها ونتعاطف معاها. ودي مش الحيلة النفسية الوحيدة للي بيلاعبنا بيها No Exit
الفيلم بيلعب كمان على تيمة الصدفة، واللي بتخلينا نفكر طول الوقت، هل بطلة الفيلم ذهبت لمكان عملية الخطف بالصدفة فعلا؟! أم أن الأقدار لعبت دورها علشان تمنع جريمة من الاكتمال؟ الفيلم مش بيطرح أجوبة مباشرة على السؤال ده، لكن بتسيب لكل واحد من المشاهدين تخيل الإجابة بنفسه. وده أحلى مافيه، أنه مش بيفرض وصايته الفكرية علينا كمشاهدين.
أداء هافانا روز ليو في دور البطولة كان رائع، و دينيس هايسبيرت هو كمان أدى دور ممتاز، ونقدر نقول أنه البديل الأقل تكلفة لناس بحجم وقيمة دينزل واشنطن على سبيل المثال لا الحصر. لكن مشكلة اختيار الأبطال هنا كانت في النمطية الشديدة في قصص الشخصيات. بالتالي كان سهل علينا نتأكد أن الرجل صاحب البشرة الملونة واللي خدم في البحرية، مش هايكون مُتهم بالاختطاف، ونفس الكلام ينطبق على بطلة الأحداث، بالتالي الشبهات كانت محصورة في باقي الأبطال، لكن على كل حال مانقدرش نصنف No Exit كفيلم بحث عن الجاني أو Who dunit. لكنه بالأساس فيلم حركة وغموض.
بنرشح No Exit للناس اللي عاوزه تعمل موفي نايت رايقه، مع فيلم مافيهوش لحظة مملة، ومفهوم من الألف للياء ببساطه، على الرغم من رسالته اللي ممكن تكون أعمق من أحداثه المباشرة.