Past Lives: ممنوع المشاهدة للمفركشين!
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ** ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ** وحنــــينه أبدا لأول منزل
الشاعر أبو تمام (803-845م)
كام مرة حسينا أننا مش في المكان الصح؟ كم مرة حسينا اننا عايشين حياة مش بتاعتنا مع ناس مش فاهمانا، ناس مضطرين نشرح لهم كل موقف بنعمله، ونفسر لهم معنى كل كلمة قولناها. ناس مش بتفهمنا من أول نظرة، مش بتحس بينا منغير مانتكلم. زي جهازين راديو بس مش مظبوطين على نفس الموجة؟
فيلم Past Lives بيبدأ بمشهد افتتاحي لراجل وست من أصول أسيوية، بيتكلموا مع بعض، بينما قاعد معاهم راجل من أصول أمريكية مش بيشارك في الحوار، وواضح عليه عدم الفهم أو حتى عدم الاهتمام.
بعد كده بينتقل بينا الزمن في الفيلم لأكتر من عشرين سنة في الماضي، علشان نشوف ازاي العلاقة بدأت بين (نورا) و (هاي سونج) اللي شوفناهم في بداية الأحداث. وازاي فرقتهم الدنيا بسبب هجرة نورا من كوريا الى أمريكا، وبعد سنين من الفراق بيجمعهم الحب تاني.
الجميل في Past Lives أنه بيتماس مع قصة الحب الأول في حياة كل واحد فينا. الحب العذري اللي حسينا بيه في المدرسة الابتدائية، لكن المرة دي بنشوف ايه اللي ممكن يحصل لو استمر الحب معانا لحد ما كبرنا.
عجبنا قوي كمان المشاهد اللي فيها تواصل الكتروني، وعجبنا تركيز المخرجة سيلين سونج على التفاصيل في المشاهد دي، حتى أنها استخدمت تليفونات قديمة وأجهزة لابتوب يرجع عصرها للوقت ده فعلا. علشان المشاهد لا يشعر بالغربة وهو بيتفرج.
الأداء التمثيلي لأبطال الفيلم جريتا لي و تيو يو كان أكتر من رائع، وكانوا بيلعبوا في منطقة السهل الممتنع، بمعنى أننا لما نتفرج على تمثيلهم نحس أنهم مش بيمثلوا، بينما هم بيقدموا أداء منقطع النظير بدون مبالغة. وبشكل عام ده نهج Past Lives كفيلم طوال الوقت: قصة مباشرة بطريقة حكي بسيطة ومُختصرة، لكن التركيز على المشاعر ونظرات العيون والقرارات الصغيرة اللي بتأدي لنتائج كبيرة كان هو المسيطر طول الوقت.
نهاية فيلم Past Lives كانت صادمة شويه لنا. مش هانحرقها عليكم طبعا. لكن كتير من المشاهدين مش هايتمالك دموعه، لأن الفيلم مش بس بيستعرض قصة رومانسية، القصة دي مشابهة وبتلمس قصص كتير مر بيها كل واحد من المشاهدين تقريبا، بالتالي حسينا بالتوحد مع أبطال الفيلم. ودي أحلى حاجه عجبتنا في Past Lives
