مقالات كايرو 360

Queen Of The Desert : التاريخ مش لازم يبقى ممل!

قراءة سهلة

يبدو أن  نيكول كيدمان بطلة فيلمنا لسه ما خرجتش من تأثير عمل تاريخي تاني لها هو Grace Of Monaco واللى قدمته سنة 2014 واللى كان بيحكي عن الدور الكبير والهام اللى لعبته زوجة أمير موناكو، وسلطت الضوء من خلال أحداثه على خبايا كتير عن العائلة المالكة.. الفرق الوحيد والجوهري والأساسى بين فيلم Grace Of Monaco وبين Queen Of The Desert… كان فى الملل اللى صادفنا وإحنا بنتفرج على الفيلم الثاني.

من تأليف وإخراج فرنر هرتزوغ وبطولة نيكول كيدمان و جيمس فرانكو وإقتباساً عن قصة حقيقية، بنشوف قصة (جيرترود بيل) الباحثة والمستكشفة وعالمة الاثار البريطانية، واللى بتعيش حياة كئيبة ومملة فى إنجلترا قبل ما بتقرر السفر الى طهران والعمل هناك والإقتراب من منطقة الشرق الأوسط.

بعد قصة حب فاشلة بتستهلك الربع الأول تقريباً من زمن الأحداث، بتبدأ (جيرترود) رحلة طويلة فى منطقة الشرق الأوسط من الشرق للغرب، لكن الفيلم بيستعرض الفترة اللى قضتها فى منطقة (حائل) بكثير من التركيز والإهتمام، مع إستعراض بسيط للفترة اللى قضتها (جيرترود) فى العراق، على الرغم من إننا بعد رجوعنا للقصة الحقيقية إكتشفنا إن (جيرترود) كانت صاحبة الفضل فى تقسيم المنطقة هناك بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وبداية الصراع على مناطق النفوذ فى المنطقة من الدول العظمي أيامها.

إختلف التاريخ حول حقيقة (جيرترود) وهل كانت مجرد إمرأة بتحاول تنسى قصة حب فاشلة فا بدأت فى رحلة فى الصحراء اللى بتغير روحها وعقلها وطريقة تفكيرها على حد تعبيرها فى الفيلم، أم إنها جاسوسة بريطانية ساعدت على بسط نفوذ المملكة اللى مش بتغيب عنها الشمس فى المنطقة فى واحدة من أشهر فترات النزاع السياسى فى المنطقة؟ الفيلم بيستعرض إجابة على السؤال ده فى مشهد أو إتنين من مشاهده، لكن فى الحقيقة لم يتم التركيز على النقطة دي كما يجب.

الملل اللى اصابنا نتيجة التطويل الشديد فى الأحداث، واستعراض فترات متشابهة وطويلة من حياة (جيرترود) كان ممكن يتم إختصارها ودمجها فى مشاهد تانيه، وبشكل عام الفيلم كان عنده مشكلة حقيقية مع السيناريو والمونتاج، لكن كل عيوب الفيلم يشفع لها إسلوب التصوير المتميز، والإضاءة الرائعة اللى تعاونت مع الموسيقي التصويرية فى عزف لوحات من الجمال السينمائى المتميز، والحقيقة إن التصوير فى المناطق الصحراوية مش سهل، خاصة مع أدوات التصوير الضخمة والرغبة فى الإستفادة بسطوع الشمس والإضاءة، بالتالى إحنا فاهمين المجهود المتميز اللى تم بذله فى صناعة الفيلم على مستوي الصورة، ولو كان الفيلم متميز على صعيد الدراما والسيناريو بنفس قوة الصورة كان تقييمنا له هايكون أقوي بكتير.

الأداء التمثيلي لنيكول كيدمان كان قوي ومتميز، وقدرت تقدم لنا شخصية غنية وفيها إنفعالات كتير، وقدرت تستوعب تطور الشخصية وتقدمها بحنكة ممثلة قديرة، على الرغم من تحول الشخصية من مراهقة حمقاء متهورة ومغامرة، الى إمرأة واقعة فى الحب إلى مستكشفة وباحثة عن الأثار فى منطقة الشرق الأوسط، كلها مناطق تمثيلية ابدعت فيها كيدمان وأثبتت إنها لسه قادرة على تقمص أي دور تقوم به.

طغيان الشخصية الرئيسية لكيدمان على أدوار البطولة الذكورية معاها فى الفيلم كان واضح جدا، سواء جيمس فرانكو فى دور هنري كادوجان او روبرت باتينسون فى دور (تي اي لورانس) واللى كان ضعيف وهش جداً مقارنة بالشخصية الاصلية اللى أداها (بيتر اوتول) فى فيلم (لورانس العرب) انتاج سنة 1962 وشارك فى بطولته النجم  عمر الشريف.

Queen Of The Desert فيلم سيرة ذاتية لا يعيبه الا الملل، مش بننصحكم تشوفوه لو كان صبركم بينفذ بسرعة وماعندكمش قدرة على مواصلة المشاهدة لوقت طويل.

زر الذهاب إلى الأعلى