مقالات كايرو 360

She Said : معركة النفوذ ضد الصحافة المستقلة

قراءة سهلة

من المفهوم أننا لما نتفرج على فيلم She Said أننا بنتفرج على فيلم بيحتفي بالنساء اللي قررت تواجه الخوف والعنصرية، وتتكلم لأول مرة عن التحرش الجنسي، لكن الأكثر تميزاً في She Said أنه كمان بيحتفي بالصحفيين اللي قرروا يقفوا في وجه الظلم، مهما كان واضح أن الظالم أكثر قدرة على سحق الحق، واسكات صوت المنطق.

فيلم She Said بيحكي عن ميجان توهي وجودي كانتور، الصحفيات في نيويورك تايمز، واللي تتبعوا قصة تحرش عملاق السينما المنتج  هارفى واينستين بمجموعة من النساء، وازاي تحول تحقيق صحفي لقنبلة، انفجرت في أمريكا، ومن ثم كل العالم، ومهدت لظهور حملة Me too المناهضة للتحرش الجنسي.

أحلى مافي She Said هو الاهتمام بأدق التفاصيل الفنية، زي المشهد اللي بنشوف فيه نشر التقرير الصحفي اللي بيدين (واينستين) واللي حصل فيه قطعات مونتاج رائعة، مع أداء تمثيلي مميز من كاري موليجان و زوي كازان.

والحقيقة أن بطلات الفيلم مش بس اللي قدموا أداء رائع، لكن كل بطلة من البطلات قدرت تقدم أداء أكثر من رائع، وقدروا يورونا انفعالات غاية في الروعة، مابين شعور الخوف من الكلام، ثم القدرة على التصريح بوقائع التحرش، وحتى المشهد اللي بنشوف فيه (هارفي واينستن) وهو بيحاول يدافع فيه عن نفسه. كان مشهد معمول بحرفية عالية، خاصة مع تصويره من ظهره، وكأن الكاميرا نفسها عاوزه تقاطعه وتخرجه بره الكادر. ودي كانت تفصيلة عبقرية.

مع نهاية أحداث She Said حسينا أننا كنا عاوزين نتفرج على أحداث أكتر من كده، وحسينا أنه تم اختصار الفيلم لمجموعة من العبارات اللي تمت كتابتها في النهاية، ولو تم استثمار وقت أطول للفيلم، لصالح استعراض قصص أخرى، واستعراض الموجة العالمية اللي صاحبت وقوع واينستين حوالين العالم. كان هايكون للفيلم تأثير أقوى وأعظم.

مافيش شك أن السيدات القويات اللي اتكلموا وشاركوا قصصهن، كانوا النار اللي انتشرت في كل مكان في العالم ضد كل متحرش، لكن عظمة She Said أنه بينتصر كمان للي أشعل النار دي. وورانا ازاي ممكن معركة صحفية يتم ادارتها من الناحية الفنية والقانونية والإنسانية، علشان ننتصر في النهاية للحق والخير.

زر الذهاب إلى الأعلى