Silence: عندما يكون الصمت هو أبلغ إجابة!
دائماً وأبداً الأفلام اللي بتتناول اليابان بيكون لها طابع خاص، سواء على صعيد الديكورات أو الموسيقى التصويرية اليابانية الهادئة الجميلة، ولما نعرف أن مخرج الفيلم هو المخرج العظيم (مارتن سكورسيزي). كان لازم نعرف أننا أمام فيلم استثنائي ومتميز… لكن هل الفيلم فعلاً كان بالقوة اللى كنا متوقعينها؟ ده اللي ها تعرفوه معانا من خلال السطور القادمة.
فيلم Silence زي ما قولنا من إخراج مارتن سكورسيزي، من سيناريو جاي كوكس المقتبس عن رواية يابانية قديمة للكاتب شوساكو إندو. الفيلم من بطولة أندرو جارفيلد وآدم درايفر وليام نيسون.
الفيلم بيحكي عن قصة 2 من الرهبان المسيحيين المبشرين بالمسيحية، بيسافروا لليابان للتبشير بالمسيحية بشكل عام، والبحث عن راهب مختفي (ليام نيسون) بتنتشر حوله شائعات أنه فقد إيمانه بالرب وترك المسيحية.
سيناريو الفيلم بيلعب على نقطتين أساسيتين، الأولي فكرة التبشير بالمسيحية في اليابان بشكل عام، وهنا بيظهر الجزء الحقيقي في السيناريو، وهو تعرض المبشرين بالمسيحية في اليابان لاضطهاد كبير وتعذيب لا يتوقف. أما الجزء الثاني الخاص بالبحث عن الراهب المفقود ده يعتبر جزء غير حقيقي في الفيلم.
الفيلم من نوعية الأفلام اللي مافيهاش أحداث كتير، لكن فيها فكرة فلسفية عميقة وقوية جدا، وبنشوف من خلال الأحداث حالة الصراع النفسي اللي بيقع فيه البطل، ما بين رغبته الشديدة في المقاومة والتمسك بدينة ورغبته في عدم إهانته، وفى نفس الوقت إحساسه بالشك اللي بيبدأ في التسرب لنفسه نتيجة الصمت اللي بيقابل كل صلواته، وبجعله يتوجه بالسؤال لله: ليه بتسمح بكل التعذيب والقتل ده وبترد عليه بالصمت؟!
الأداء التمثيلي لكل الأبطال كان أكتر من رائع، وطبعاً نخص بالذكر أندرو جارفيلد واللي بينافس نفسه مؤخراً بعدد متميز من الأعمال زي فيلم اليوم وفيلم Hacksaw Ridge ده غير سابق أعماله طبعاً.
دور ليام نيسون كان مهم جداً على الرغم من ندرة ظهوره على الشاشة، لكن مين قال أن عدد المشاهد بيعني بالضرورة أهمية الدور؟! ده اللي بيدلل عليه أداء ليام نيسون، واللي على الرغم من ضعف الأدوار اللي قدمها مؤخراً لكن دوره في الفيلم كان متميز.
لازم نشيد بالديكورات والموسيقى التصويرية المتميزة واللي دخلونا في جو الفيلم بشكل سلس ورائع، بالإضافة لاستخدام زوايا تصوير وكادرات أكثر من رائعة، وحتى مشاهد التعذيب البشعة تم توظيفها بشكل جيد في الأحداث بدون إيذاء مشاعر المشاهدين وفى نفس الوقت توصل المعني المطلوب.
لو بنتكلم عن الأسلوب الإخراجي، لازم نقول إن الفيلم يعتبر تغريده خارج السرب، ومختلفة عن أسلوبه الإخراجي الدائم، لكن المتشابه في فيلمنا اليوم هو أنه يدفع المشاهدين للتفكير والتحميص في الأحداث والرسالة النفسية اللي بيقدمها الفيلم.
Silence فيلم يبدو سينمائياً أنه بسيط وقصته بسيطة ومفهومة من البداية للنهاية، لكن الأثر النفسي اللي بيتركه في المشاهدين، ودفعهم للتفكير وإعادة التفكير في أفكارهم الثابتة بتخلينا نعتبره واحد من أهم الأفلام اللي شوفناها مؤخراً.