جريدة المقال

Spectre : ضربة جديدة من جيمس بوند للسينمات المصرية

قراءة سهلة

لو كان (جيمس بوند) فى الثلاثين من عمره عند خوضه مغامرته السينمائية الاولى (دكتور نو) عام 1962 لكان اليوم فى الثالثة والثمانون من عمره يحتسي قدحاً من الشاي الأنجليزي، ويتسعيد ذكريات الماضى السحيق.. ولربما شارك فى مداخلات هاتفية ولقاءات تليفزيونية بصفته خبيراً استراتيجياً لا يشق له غبار!

 إلا ان (بوند) المحظوظ كونه شخصية خيالية لا يتقدم بها العمر، وقابلة لإعادة التقديم مرات ومرات، حتي ان السينمات المصرية تستقبل فيلم Spectre احدث ما تقدمه هوليود لشخصية (جيمس بوند).. ظابط الاستخبارات البريطاني الفذ. الذى لا يشق له غبار ولا يعرف قلبه الرحمة.

الفيلم الجديد الذى تستقبله السينمات يحمل اسم Spectre، وهو الجزء الرابع والأخير من سلسلة أفلام تضمنت ما يشبه إعادة أحياء شخصية (جيمس بوند) مجدداً من خلال الأستعانة بالممثل البريطاني (دانيل كريج). ومن إخراج (سام مندس).

بداية من أسم الفيلم Spectre أو الشبح، والذى يرمز لمنظمة جاسوسية سبق ان قاومها (بوند) فى معظم افلامه السابقة، وظهرت كمعامل مشترك اكبر بين اعمال (بوند) المختلفة ومحاولاته السيطرة على طموح (سبيكتر) الساعي لضرب الاقتصاد البريطاني والوقيعة بين الولايات المتحدة وروسيا! ونهاية بمشاهد المارتيني ومطاردات السيارات والفتيات الجميلات والمخترعات الحديثة، يمكن الجزم بأن صناع الفيلم يحاولون الحفاظ على التيمة والنمط العام لأفلام جيمس بوند السابقة، وفى نفس السياق يحاولون كسب أرضاً جديدة مع مشاهدين جدد ربما يتعرفون على السلسلة للمرة الأولي.

منذ تعهده باخراج أفلام جيمس بوند، قرر المخرج (سام مندس) محاولة ادخال بعض التغييرات الجديدة فى السلسلة، مثل الميل لجعل شخصية (بوند) أكثر إنسانية، وأكثر تعرضاً للضرب والهزيمة. مع بداية التركيز على تقدم (بوند) فى العمر وعدم قدرته على القيام بالعمليات الميدانية كما كان من قبل.

بدأ هذا الأتجاه فى فيلم (سكايفول) والذى قدمه (مندس) عام 2012 وحقق نجاحاً مدوياً شجع القائمين على السلسلة على انتاج فيلم Spectreوالدفع به الى الشاشات المتحمسة لعرض أخر مغامرات (جيمس بوند). وفى (سكايفول) يتعرض (بوند) لأصابة خاطئة، وتضطر مديرته (أم) لتزوير أوراق الأختبارات الطبية والنفسية الخاصة به حتي يستطيع الأنخراط فى صفوف المخابرات مجدداً، فهل يسير Spectre على نفس النهج ويظهر لنا المزيد من (بوند) بصورته الأنسانية؟

العرض الخاص للفيلم والذى حضره دوق كامبريدج الأمير وليام وزوجته دوقة كامبريدج الأميرة كيت ميدلتون، وشقيقه الأمير هاريل قد ينبىء بالكثير من أحداث الفيلم، والذى تم عرضه للجمهور تزامناً مع عرضه الخاص، ولاقى استحساناً فورياً من بعض النقاد الذين قاموا بتقييم الفيلم بخمس نجوم من أصل خمسة.

من المرجح أن يلعب إسلوب التصوير المختلف الذى اتبعه (سام مندس) فى اخراج الفيلم دوراً كبيراً فى زيادة التقييم النقدي الأيجابي للفيلم، فبعض الاراء النقدية تحدثت عن مشهد المطاردة فى موكب الموتي فى مدينة مكسيكو سيتي والذى تم تصويره ليبدو كمشهد واحد طويل لم يقترب منه المونتاج، وهو ما يساعد فى اكساب الفيلم طابعاً خاصاً ومميزاً عودتنا عليه افلام (بوند) مؤخراً حيث تقدم لنا ما لا تقدمه سلاسل الأفلام الأخري من سمات خاصة لأبطالها.

أما عن فتاة بوند هذه المرة فأتجهت الانظار الى الإيطالية الجميلة  مونيكا بيلوتشي والتى تقوم بشخصية مادلين سوان، والتى تقع فى غرام (بوند) كما تقتضي تقاليد افلام السلسلة تماما، ولفت البعض الأنظار لتقدم (بيلوتشي) فى السن عن باقى فتيات بوند الائى يظهرن فى باقى افلام السلسلة، الا ان ييلوتشي التى تجاوز سنها الخمسون عاماً تبدو اكثر تألقاً وحرصاً على تأدية دورها على أتم وجه فى Spectre.

سلسلة افلام جيمس بوند تعتبر واحدة من اقدم سلاسل الافلام فى تاريخ السينما العالمية، واستطاعت اثبات جدارتها وقدرتها على التقدم فى الزمن دون ان تفقد شغف المشاهد بها، من خلال الاستعانة باشهر الاسماء فى تاريخ هوليود للقيام بشخصية (بوند) ولعل اشهر الفنانين الذين قدموا الشخصية الفنان العالمى شين كونري.

واتسمت السلسلة بالعديد من التيمات المحفوظة والتى يبحث عنها كل عاشق للسلسلة، وهى المخترعات الحديثة التى يقدمها (كيو) الذى اعيد ابتكار شخصيته وتقديمها بشكل جديد بداية من فيلم Skyfall حيث ظهرت الشخصية بشكل اصغر سنا واكثر قدرة على احداث تغيير فى الأحداث. الا ان طبيعة الحوارات بين (كيو) وبين (بوند) تظل لاذعة كما كانت دائماً وابداً. ما يطرح التساؤل.. هل سنري شخصية (كيو) مجدداً فى الفيلم الذى يعرض فى مصر؟ وهل ستستمر الشخصية فى الدخول فى نزاعات صغيرة مضحكة وساخرة مع (بوند)؟!

وعلى الرغم من قتاله على الاراضى البريطانية فى skyfall فان (بوند) فى الغالب يقاتل على اراضى اجنبية، وتعتبر تيمة السفر من اهم التيمات فى افلام بوند، حيث جرت العادة على ان يتم تصوير افلام بوند بين عدد من  اشهر واهم العواصم الأجنبية أو حتي العربية، اوحتي مصر التى ظهرت بشكل موسع فى فيلم The spy who love me او (الجاسوسة التى احبتني) وتم تصوير جزء من احداث الفيلم فى مصر وتحديدا فى معبد الكرنك بمدينة الاقصر، وقام بدور (بوند) انذاك (روجر مور).

ومع عرض الجزء الأحدث من السلسلة، يسهر عشاق (بوند) فى مصر على شوق لمشاهدة الأحداث الجديدة والمثيرة من (الشبح) الذى سيضرب السينمات فى مصر بقوة.

دانيل كريج: فنان بريطاني من مواليد 1968 اشتهر وتخصص فى اداء دور العميل السري جيمس بوند بعد اعادة احياء السلسلة.

سام مندس: مخرج من اصل بريطاني من مواليد 1965 قدم للسينما العديد من الافلام مثل American Beauty ويرجع اليه الفضل فى اعادة احياء سلسلة جيمس بوند وتقديمها بشكل جديد  ومختلف.

مونيكا بيلوتشى:ممثلة من اصول ايطالية ولدت عام 1964 وقدمت دورا لا ينسى فى فيلم Malena

زر الذهاب إلى الأعلى