Suite Francaise : الحب والحرب
فاكرين الجملة اللى قالها الكاتب المشهور الدكتور احمد خالد توفيق : الحرب العالمية هى الفترة المثلي للقراءة ومشاهدة الافلام عنها. لكنها اسوأ فترة للعيش فيها”
ده بالظبط كان شعورنا مع مشاهدتنا احداث الفيلم اللى اخرجه شاول ديب ميشيل ويليامز و ماتياس شوينارتس و كريستين سكوت توماس و إلين اتكينز . على الرغم من استمتاعنا الشديد باحداث الفيلم، وتقييمنا العالي له اللى بقى لنا فترة طويلة لم نعطي التصنيف ده لفيلم اجنبى كان او عربي، الا ان فكرة اننا نكون عايشين فى فترة الحرب العالمية الثانية حيث الوحشية المطلقة والعنف بلا حدود، وحالة من الجنون الاعمي اللى ضربت العالم من اقصاه الى اقصاه كانت فكرة مرعبة، ونجح الفيلم فى توصيل الشعور ده لينا كمشاهدين من الالف للياء.
الفيلم بيحكي عن احتلال المانيا النازية بقيادة هتلر لفرنسا فى بداية الحرب العالمية الثانية. فى قرية فرنسية بعيده عن الحرب بتعيش امرأه جميلة، بتنتظر عودة زوجها من خط النار، مع حماتها المتسلطة والصعبة الى اقصى الحدود.
مع استمرار الاحداث وتعرض القرية للغزو الالماني، بيفرض الحاكم الالماني القوانين الجديدة على الجميع، تعديل التوقيت فى كل المدينة للتوقيت الالماني، واجبار الاهالى اصحاب البيوت الفخمة على استضافة الظباط وفقا لرتبهم العسكرية، الامر اللى بيجبر الاسرة على استضافة ظابط الماني.
مع الوقت بتنشأ علاقة اعجاب بتتحول لحب بين الزوجة والظابط، زاد منها معرفتنا ان زواجها لم يكن عن حب، وانها بتستحمل تسلط الحماه وتبجحها وتحكمها فيها طوال الوقت، الامر اللى بيضعنا فى تساؤل : هل نسامح الزوجة لخيانتها ام نحكم عليها بالخيانة والعار للوطن والزوج مع بعض؟
ثم بتزيد الاحداث الى ان تصل الى …. الحقيقة اننا مش عاوزين نحرق عليكم الاحداث اكتر من كده، علشان بتحصل تطورات كبيرة فى الفيلم مع تطور السيناريو اللى لم يترك لنا ولا دقيقة واحدة للملل او القدرة على استنتاج الاحداث اللى تنوعت بين الرومانسية والدراما وحتي الاكشن والحركة والمطاردات.
ولاننا مذاكرين فترة الحرب العالمية الثانية كويس، نقدر نقول ان الفيلم قدر يجسد كتير من المواقف الحقيقية فى الحرب بشكل متميز، زي (سفر الخروج) وهو التعبير الانجيلي –مشتق من الكتاب المقدس- اللى اطلق على هجرة اهل باريس من المدينة الى القري والمدن المجاورة، الامر اللى يجعلهم عرضة للقصف الالماني اللى لم يفرق بين عسكري ومدني.
الرقابة المصرية كانت واقفه بالمرصاد للمشاهد الجنسية فى الفيلم، ونعتقد بالخبرة انها كانت حوالى 3 مشاهد تقريباً لم تؤثر فى سياق الاحداث بشكل كبير وان كان اقتطاعها كان واضح بالنسبة للمشاهدين، لكن بعد الرقابة نقدر نقول ان المشاهدين فوق 15 سنة يقدروا يشاهدوا الفيلم بدون مشاكل.
الموسيقي التصويرية الراقية والديكورات المتميزة كانت علامة اصيله فى الفيلم، وتم تطويع الموسيقي التصويرية بشكل متميز فى احداث الفيلم من خلال اهتمام الظابط الالماني بالموسيقي، الامر اللى احنا عارفينه عن الظباط الالمان فى فترة الحرب العالمية الثانية اللى كان ليهم اهتمام كبير بالموسيقي والثقافة بشكل عام!
Suite Francaise فيلم رائع مقتبس عن احداث حقيقية، مش لاقيين فيه غلطه الصراحه ونرشحه للمشاهدة لجميع المشاهدين. نوعدكم بتجربة راقية ومتميزة
