Swan Song : انت مش انت بعد الموت!
بطل فيلم Swan Song إسمه كاميرون، عايش حياة أقل ما توصف بيه أنها مثالية. زوجة طيبة بتحبه، وإبن مطيع جميل. هو عنده مشكلة بسيطة.. كاميرون بيكتشف اصابته بمرض صعب، وأن أيامه في الدنيا أصبحت معدودة!
بنقول مشكلة (بسيطة) لأن كاميرون – قام بالدور ماهرشالا علي – بيتعرف على مركز أبحاث، بيقترح عليه يخبي على أسرته الصغيرة خبر وفاته القريبة، وأنه يتم استنساخ نسخة منه، و(تحميل) نسخة من وعي كاميرون وذكرياته للنسخة الجديدة، وإدخاله لحياة أسرته بدون معرفتهم، علشان يوفروا عليهم ألم الفراق ومرارة الفقد.
هي دي العقدة الأساسية لفيلم Swan Song المعروض مؤخرا على منصة Apple TV+ اللي بتحاول تحصد أكبر قدر ممكن من الجوائز السينمائية، بالتالي استعانت باتنين ممثلين قدموا مع بعض فيلم Moonlight وترشحوا فيه عن جوائز الأوسكار. لضمان أفضل كيمياء من حيث الأداء التمثيلي.
ممكن نقول أن الفيلم مقسوم لثلاثة أقسام، الأول هو مرحلة تردد (كاميرون) في الموافقة على إجراء عملية النسخ، والثانية هو مرحلة النسخ نفسها، والثالثة هي مرحلة ما بعد العملية. المشكلة هنا اننا عارفين أن كاميرون هايوافق على إجراء العملية، وإلا مش هايكون فيه فيلم من الأساس، بالتالي التطويل في النصف الأول من الأحداث كان غير مفيد لنا إطلاقا، وكنا عاوزين نقفز بسرعة على الأحداث علشان نوصل للمرحلة الأكثر إثارة بالنسبة لنا.
لكن أحلى مافي Swan Song هو قدرته على طرح سؤال فلسفي عميق ومهم في نفس الوقت: إيه هي الحاجات اللي بتخلينا إحنا؟! أو بمعنى أصح، هل ذكرياتنا، معرفتنا بتفاصيل حياتنا الماضية و ذاكرتنا، هي دي اللي بتشكل وجودنا كبشر، ولا ملامحنا الخارجية هي اللي بتخلينا ما نحن عليه بالنسبة للناس اللي حوالينا؟ ولا خليط من كل الحاجات دي مع بعضها؟
وكأن السؤال ده مش كافي أنه (يسحلنا) مع الأحداث للنهاية، بيطرح Swan Song سؤال تاني: هل لو في إيدنا نعمل نسخة منا ونخليها تعيش مع حبايبنا، علشان نوفر عليهم ألم الموت، هل ده تصرف صحيح؟ هل ده اختيار أخلاقي؟ أم أن تجربة الموت والفقد هي جزء لا يتجزأ من تجربة الحياة؟ ولازم نرضى بيه ونرضى أن حبايبنا يمروا به؟
Swan Song مش بيقدم أجوبة كاملة على الأسئلة دي، لكنه بيطرحها على المشاهد، وبيقدم من خلال الأحداث خيوط للإجابات، المفترض أنها تفتح طرق مختلفة وجديدة عندنا للتفكير. حتى لو على أساس فانتازي ومنتمي للخيال العلمي، ومن خلال أحداث بتدور في المستقبل القريب.
من عناصر ضعف الفيلم شعورنا بالملل في الجزء الأول في الفيلم، لكن من ناحيه تانيه تصميم المشاهد وتقديم ماهرشالا علي لشخصيتين مختلفتين تماما من حيث التفاصيل، ومتشابهتين من حيث الشكل. كل دي كانت عوامل قوة تفوق فيها Swan Song وأصبح من الأفلام اللي بنرشحها للمشاهدة. لكن ببعض الحذر، خاصة للمشاهدين اللي عندهم فوبيا من الكلام عن المرض والموت والفقد. لأن Swan Song بيطرح زي ما قولنا أسئلة قد يكون الوصول لإجابات شافية بخصوصها مش سهل.