مقالات كايرو 360

The 355 : يا نساء مخابرات العالم.. اتحدن!

قراءة سهلة

لسه عايشين أجواء اليوم العالمي للمرأة، ولسه متابعين أخبار تقلد المرأة وظائف جديدة في كافة المجالات، علشان كده اختارنا نقدم لكم مراجعة فيلم The 355. واللي بيتكلم عن تمكين المرأة برضو.. لكن في عالم المخابرات!

The 355 بيبدأ بمشاهد افتتاحية بنشوف فيها جماعة إجرامية مجهولة بتسعى لامتلاك قرص صلب (Drive) قادر على اختراق أي نظام الكتروني والتلاعب بيه. ولخطورة الفكرة، ولأنها ممكن تستخدم لعمليات إرهابية أو تغير شكل اقتصاد العالم بالكامل، بيتم تكليف عميلة للسي أي ايه علشان تسترد القرص ده. ثم بتتعقد الأحداث، وبتكتشف أنها لازم تنسق جهودها مع سيدات تانيين بيشتغلوا في أجهزة مخابرات  مختلفة علشان يحققن هدفهن النهائي، وهو منع سلاح دمار شامل (الكتروني) من الوقوع في اليد الغلط.

صناع The 355 عارفين كويس هم بيقدموا ايه.. خلطة لا تفشل أبداً من الأكشن والمطاردات وتبادل اطلاق النار مع التراجيديا مع بعض الرومانسية ولا ننسى طبعا الـ(رشة) الكوميدية الجميلة. لكن المرة دي بيغلب عليها كمان الطابع الأنثوي، ودي أصبحت سمة أساسية في معظم أفلام هوليود حاليا، التركيز على حقوق المرأة وحقوق الملونين، كنوع من رد الشبهات الطويلة اللي لاحقت ستوديوهات هوليود أنها طاردة وعنصرية ضد أي شخص خارج المنظومة المعتادة (ذكر- أبيض- أمريكي أصلي- يميني).

وبما أن المعادلة دي فعلا نادراً ما تفشل، تعالوا نشوف مع بعض نجحت ليه. في البداية بنشوف فريق عمل متجانس جداً مع بعضه، وأسماء بحجم جيسيكا شاستاين و بينيلوبي كروز اللي قدموا أداء مميز ورشيق، مع ظهور مميز لـ لوبيتا نيونجو في دور (خديجة) اللي أظهرت أن الفيلم مش عاوز يكون منحاز للمرأة فقط، وكمان بيعمل تنوع في الجنسيات والأعراق.

على الرغم من أن تيمة الفيلم قديمة، لكن صناعه لعبوا بذكاء على فكرة القرص الالكتروني اللي بيستخدم في الإرهاب الدولي، وده أعطانا شعور أن الفكرة الى حد ما مستحدثة ومش عامله زي فترة الحرب الباردة اللي كان دايماً الشرير فيها بيسعى لامتلاك سلاح نووي بدون أي تجديد.

إخراج سايمون كينبيرج لمشاهد الأكشن كان مميز، وقدر يقسم الفيلم لثلاث أجزاء متساوية الطول تقريبا، كل جزء بيسلم الجزء التالي بمنتهى الرشاقة والسهولة. وده اللي خلانا نتفرج على الفيلم لمدة حوالي ٣ ساعات بدون ما نشعر بالزهق. خصوصا أن كان فيه توازن بين توزيع مشاهد الحركة بحيث نفصل بين المشاهد ببعض الكوميديا وأحيانا التراجيديا.

العيب الوحيد في The 355 أنه قتل المنطق قتلاً.. بالطريقة التقليدية للأفلام اللي بتخلي البطل لما يضرب رصاصة تقتل ٥ أشخاص، ولو انضرب عليه ١٠٠٠ رصاصة مش بتصيبه ولا واحده فيهم. ودي معادلة مقبولة بالنسبة لنا لو هانقايض المنطق مقابل المتعة والاثارة والمشاهدة الممتعة.

The 355 فيلم مثالي للمشاهد اللي مش عاوز يتعب دماغه مع حبكة صعبة، أو أحداث مفاجئة، وفي نفس الوقت يقضي حوالي ٣ ساعات من التشويق والاثارة، وطبعا هو الفيلم المثالي للمرأة في يومها العالمي لأنه فيلم بيتبع المبدأ اللي وضعته أغنية عمرو دياب (طبل) لما قال فيها: وأما تقول لك أنا غلطانة طبل، طبل طبل لها طبل، طبل

زر الذهاب إلى الأعلى