The Gunman : لعبة الصياد والفريسة
ما الذى يحدث عندما تنقلب الأية، ويصبح القناص فريسة لمجموعة احترافية تسعي للنيل منه؟ وتنقلب الأية ويصبح – هذا الذى كان يفر الجميع من رصاصاته- هارباً من رصاصات الأخرين؟ هذه هى التيمة الأساسية التى يلعب عليها فيلم The Gunman للمخرج بير موريل Pierre Morel .
البطولة ها هنا كانت للنجم شون بن Sean Penn هذا الذى كان يبلغ من العمر 55 عاماً اثناء تصوير أحداث الفيلم. أى فيلم حركة هذا الذى نتوقعه من رجل يقترب عمره من الستون؟ لكن ليس كل الرجال كـ(بن)، الفنان الذى استطاع التلاعب بمشاعر المشاهدين وتقمص كل الأدوار التى اوكلت اليه عبر مشوار فني تنوع بين الأخراج والتمثيل.
يحكي الفيلم عن قناص أمريكي يحاول التقاعد بهدوء بعد تاريخ صاخب من العمل السري، كان قد قتل من قبل وزير التعدين فى الكونغو. العملية التى اجبرته على الاختفاء عن الانظار ومحاولة الانخراط فى حياة اقل حركة واكثر تركيزاً على الهدوء.
هذه الحياة الهادئة ستنقلب رأساً على عقب عندما يعلم ان اسمه لايزال على لائحة اغتيالات من قبل مجموعة مجهولة من القتلة المحترفين والدمويين. الأمر الذى يجبره على الخروج من هروبه الطويل من الماضى. المواجهة التى يعرضها الفيلم تبدو فى ظاهرها مواجهة بين قناص سابق ومجموعة من القتلة. لكن المواجهة الحقيقية فى احداث الفيلم بين الرجل وماضيه!
مشاهد الحركة فى الفيلم ذكرتنا بفيلم أخر تحول بسرعة لأسطورة فى اوساط محبى افلام الحركة، نتحدث هنا عن فيلم Taken الذى حرك مشاعر الملايين عبر العالم، بطله كان كهلاً اخر نسينا فى خضم بحثه عن ابنته المختطفة فى الشوارع الجانبية لباريس مدي تقدمه فى السن، انه ليم نيسون، ولا عجب فى تشابه مشاهد الحركة بين الفيلمين فيما نعرف ان مخرج الفيلمين هو نفس الرجل.
فى Gunman كانت السطوة لأستخدام الأسلحة النارية. من المدفع القناص الضخم ذي الطلقات الفتاكة، وحتي المسدس التقليدي، مروراً بالمدافع الرشاشة المتطورة وباقى معدات مجموعات القتال عالية التدريب، وان احتفظ المخرج بابداعه فى مشاهد الحركة المعتمدة على القتال البدني والأسلحة البيضاء وحركات الكونغ فو البدنية، وان كادت مشاهد الذكاء الحركي التى عج بها فيلم مثل Taken عن الفيلم، وان ظهرت على استحياء فى بعض المشاهد.
فى جعبة المخرج بيير موريل المزيد من افلام الاكشن، فعلى سبيل المثال هو مخرج فيلم From Paris with love عام 2011 حيث (جيمس) يحاول البقاء على قيد الحياة فى مواجهة عصابة مسلحة شديدة الوطء، نلاحظ هنا مدي تاثر المخرج بنشأته الفرنسية، ما يدفعه دفعاً لادخال فرنسا وعاصمتها باريس فى جملاً مفيدة فى اعماله. فلا يوجد ما هو اكثر اقتراباً من الحقيقة عندما يخرج الرجل فيلماً عن بيئة خبرها جيداً وتمرغ بين اروقة شوارعها يوماً.
استطاع المخرج تطويع امكانيات (شون) المتميزة، وقدرته على تقمص الشخصية حتي النخاع، يُظهر لنا فى كل مشهد كيف تحول (مارتن تيريار) لرجل على حافة الموت، مع حالة مرضية ميئوس من شفائها تلتهم خلايا مخه بنهم. وكيف تحولت اخطاء الأمس لخطايا عملاقة يدفع ثمنها فى شيخوخته التى لم يرد فيها سوي البقاء أمناً فى ايامه الأخيرة.
ذئب أخر تشارك البطولة مع (شون)، هو خافير باردييم، من مواليد 1969 فى أسبانيا، صاحب الأداء الاستثنائى فى الشخصية الشريرة لفيلم جيمس بوند Skyfall انتاج 2012 عن ظابط مخابرات منقلب على المخابرات الملكية، يسعي للظفر برئيسة المخابرات انتقاماً منها لتخليه عنه فى عملية سابقة. ويمكن القول ان الرجل حول الشخصية الشريرة لشخصيات بوند لمستوي غير تقليدي على الاطلاق. ولا عجب من هذا الاداء للفنان الذى حصد أوسكار أفضل ممثل مساعد عام 2008 عن فيلم No Country for Old Men .
أداء خافيير فى The gunman لم يكن عبقرياً كباقى اعماله، لكنه ترك بصمة لا يمكن نسيانها فى احداث الفيلم، واستطاع تقديم اداء منافس للبطل (بن) على الرغم من القصر النسبي لحجم الدور. ولنا عودة اكثر تفصيلاً مع Skyfall بمناسبة جديد جيمس بوند الذي سيحدث ثورة فى دور العرض Spectre .
لا ننكر تسرب الملل الى انفسنا فى بعض مشاهد الفيلم، لكن الموسيقي التصويرية كانت حاضرة بقوة فى خلفية المشاهد، وخصوصا مشاهد الحركة التى شهدت تركيزاً موسيقياً لعب على تأجيج مشاعر الترقب والخوف فى عدد من المشاهد
لا ننكر العبء النفسى الذى طالنا كمشاهدين فى تتبع رحلة رجل مقترب من الموت فى محاولة اخيرة للنجاة بحياته وحياة حبيبته وأعضاء فريقه. فيما يحاول شخص ما فى جهة ما اجبارة على دفع ثمن عملياته القذرة. ولا ننكر قدرة فريق الفيلم على اجبارنا اجباراً على التعاطف مع البطل فى رحلته التى قد لا تكون على حق، لكن المشاهد النهائية للفيلم والتى لا نريد حرقها على القراء قد تحمل الكثير من التطهير.. والعنف.
الفيلم مقتبس عن رواية Prone Gunman للكاتب Jean-Patrick Manchette.
The Gunman قد لا يكون فيلماً مثالياً لعشاق الحركة من أجل الحركة، وقد لا يكون مثالياً لما تم الترويج له لكون الفيلم أتياً من مخرج فيلم Taken، لكن عشاق افلام الحركة ذات الخلفية الانسانية، مع الخيط الرومانسى الذى يغلف الأحداث قد يجدون فى الفيلم ضالتهم. فنادراً ما يتوغل الفيلم فى خلفية البطل الانسانية والمرضية الى هذا الحد الموجع والمثقل.
تقييم IMDB للفيلم 5.6 من 10 وتقييمنا الشخصي قد يذهب الى 6 من 10 .. يمكنكم الاستزادة عن الفيلم من هنا او مشاهدة اعلان الفيلم من هنا. اما تقييمكم النهائى فننتظره فى تعليقاتكم التى تعني لنا الكثير.