مقالات كايرو 360

The Martian : كريستوفر كولومبس يفشل على المريخ!

قراءة سهلة

على الرغم من حملة الدعاية المكثفة اللى سبقت الفيلم، واللى نجحت فى جعلنا مشدودين ومترقبين تماماً لعرض الفيلم فى السينمات، وعلى الرغم من الأخبار –الحقيقية- اللى انتشرت مؤخراً عن اكتشاف ناسا لأحتمالية وجود ماء وحياة على كوكب المريخ وكلها أمور من شأنها انها تعلى من درجة انتظارنا للفيلم، الا ان الحقيقة احنا اصبنا بكتير من الأحباط مع بداية عرض الفيلم.. وللأسف تفاقم أحباطنا مع كل مشهد وحتي النهاية.. ده اللى هانتكلم عنه بالتفصيل هنا.

الكاتب (اندي واير) قدم روايته اللى اتاخد عنها الفيلم لدور النشر، لكنه قوبل بكتير من التعنت والرفض –وده مشابه للى بيحصل عندنا فى مصر-، ومن بعدها قرر بيع الرواية عبر موقع (امازون) بشكل الكتروني وبدولار واحد للنسخة.. المخرج ريدلي سكوت قرأ الرواية وعجبته القصة وقرر تحويلها لفيلم سينمائى.. مين ممكن يتم اسناد  البطولة له غير البطل الوحيد اللى كلف هوليود الملايين علشان ينقذوه فى معظم افلامه؟! مافيش غير مات ديمون!

فى فيلم Saviing Private Ryan بيظهر مات ديمون فى دور جندي بتسعي كتيبة كاملة من الجنود لأعادته على قيد الحياة بعد وفاة اخوته، وفى Interstellar بيظهر فى دور رائد فضاء بيخاطر اصدقاؤه للعودة لأنقاذه لوجوده على كوكب مأهول بالحياة.. وكان لازم المرة دي يقوم هو بالبطولة المطلقة.. طبعا فى دور رائد فضاء بيحاول البقاء على قيد الحياة على سطح كوكب غير مأهول لحد ما يتمكن اصدقاؤه من ارجاعه على قيد الحياة!

الفيلم بيبدأ بمشاهد سريعة ثم بيقفز مباشرة للورطة الأساسية.. ازاي تقدر تعيش على كوكب غير مأهول وغير صالح للحياة بكمية ضئيلة من الماء والطعام؟ الحل الوحيد هو زراعة منتجات جديدة، بالتالى كان لازم (مارك واتني) او مات ديمون يكون متخصص فى علوم التربة والزراعة، كمبرر درامي لمعلوماته وقدرته على التعامل مع الحياة على المريخ.

بالأضافة لمشكلة الزراعة كان هناك مشكلة التواصل مع ناسا، واللى تم اظهارها فى الاحداث بصورة الوكالة اللى مش بتهتم بحياة احد رجالها بقدر اهتمامها بالشو الاعلامي والحفاظ على ميزانيات برامج الفضاء، وللأسف الفيلم صور مواجهة البطل للتحديثات اللى بتواجهه بصوره ضعيفة وغير محبكة درامياً وبيتدخل فيها الحظ بدرجة كبيرة.

يحسب لصناع الفيلم اهتمامهم ببعض التفاصيل، زي شفرة التواصل عبر الكاميرا فى مشاهد التواصل مع ناسا فى البداية، وزي حسابات انطلاق المركبة الفضائية واستغلالها لجاذبية الأرض والمريخ، لكن فات صناع الفيلم –او تجاهلوا عن عمد- فكرة ان الصوت لا ينتقل فى الفضاء، بالتالى كان المشاهدين بيسمعوا اصوات الانفجارات بشكل طبيعي، لكن فى النهاية احنا بنتفرج على فيلم مشوق مش على درس فيزياء، ويمكن دقة افلام زي Interstellar او 2001: A Space Odyssey واللى تم تقديمه فى 1968 ويعتبر من ادق الافلام عن الفضاء، كل الدقة دي مش مطلوبه فى فيلم بيعلى من شأن المغامرة أولا وأخيرا.

باختصار.. لو بتحبوا مات ديمون.. لو بتحبو افلام الفضاء والبقاء على قيد الحياه.. ولو عندكم القدرة على التفويت و (تكبير الدماغ) .. فى الحالة دي شوفوا The martian

 

زر الذهاب إلى الأعلى