The Matrix Resurrections: استغلال تجاري لسلسلة ناجحة
الناس اللي حالفها الحظ واتفرجت سنة ١٩٩٩ على فيلم The Matrix مكانوش بيتفرجوا على فيلم أكشن هوليودي عالي التكلفة فقط. كانوا بيتكلموا على نقلة حقيقية في عالم السينما. على صعيد القصة والسيناريو والتمثيل، وطبعا المؤثرات والخدع وتنفيذ مشاهد الأكشن.
السمعة الخارقة اللي حصل عليها The Matrix شجعت المنتجين على تقديم جزئين كمان بينتموا لنفس العالم الغرائبي، العالم اللي بيحكي عن عالمنا في المستقبل، لما بتسيطر عليه الروبوتات، وبيحولوا البشر لمجرد بطاريات لإنتاج الطاقة لهم، وعلشان يمنعوا البشر من التفكير في الثورة على عالمهم المُظلم، بيخلقوا لهم نظام محاكاة Matrix بيضمن بقائهم فيه للأبد. لحد ما بيقرر بعض الناس اللي عارفه الحقيقة أنها تتمرد على العالم ده وتخلي باقي الناس تصحى من عالم الوهم اللي هم عايشين فيه.
باقي أفلام الثلاثية نجحت، لكن مش بنفس قوة نجاح الجزء الأول، لكن ده ما قللش من حماس صناع The Matrix Resurrections أنهم يقدموا الجزء الرابع من السلسلة. طمعا في تحقيق أرباح كبيرة اعتمادا على سمعة الثلاثية القديمة.
The Matrix Resurrections بيحكي عن (نيو) أو (كيانو ريفز) اللي بيعيش حياة مستقرة كمبرمج ألعاب في سان فرانسيسكو، لكن حياته بتنقلب رأسا على عقب بعد ما بيتم تذكيره بالماضي من جديد، وأنه عايش في عالم وهمي من صناعة الألات، علشان تبدأ القصة في إعادة نفسها من أول وجديد.
لا يمكن بحال من الأحوال مشاهدة The Matrix Resurrections كعمل منفصل عن السلسلة السابقة، وللناس اللي مش بتحب تذاكر المنهج من كُتب الوزارة الرسمية، لقينا لكم (برشامة) تليق بيكم.. مقطع على يوتيوب بيلخص الأجزاء الثلاثة السابقة وبيرشح الفيلم بطريقة سهلة جدا وهاتوفر عليكم وقت طويل.
لا شك أن The Matrix Resurrections قدم مستوى عالي من الخدع السينمائية وإخراج مشاهد الأكشن، كل ده مع قصة جذابة ومونتاج مذهل. لكن كل ده لا يرتقي للعظمة اللي عملها The matrix في الجزء الأول منه، وحتى ماقدرش يقدم استكمال منطقي للأحداث على الجزء الثاني والثالث. كل اللي حسينا بيه أننا قدام (نحتايه) بتلعب على عنصر النوستالجيا عند الجيل القديم من المشاهدين، لدرجة أننا بنشوف بعض المشاهد من الأجزاء السابقة بيتم عرضها في الفيلم أو حتى على شاشة عرض داخل الأحداث.
واللي بيخلينا نقول أن The Matrix Resurrections هو نحتايه مش عمل أصلي، أنه ماقدمش أي جديد على الأحداث السابقة، هو فقط حاول يعيد استغلالها، زي أغنية لها نفس الكلمات واللحن، لكن بيتم تقديمها بتوزيع جديد مش أكتر.
كيانو ريفز و كاري آن موس بيقدموا أدائهم المتوقع منهم، وساعدتهم المؤثرات الخاصة علشان يقدموا أدوارهم بشكل كويس، لكن الأداء الاستثنائي في الفيلم كان من نصيب جيسيكا هنويك و يحيى عبد المتين – مالوش أصول عربية حسب علمنا- واللي قدموا أدوار جديدة ومختلفة ولافته للنظر.
لو انتم من محبي سلسلة The matrix بشكل عام، هاتشوفوا اللي انتم متوقعينه.. مطاردات كتير، طلقات نار بتقف في منتصف الطريق، ومرايات بتنقل الناس بين الأبعاد المختلفة. لكن مش هاتشوفوا أهم حاجه كان نفسنا الفيلم يقدمها: الروح الجديدة، الخيال الأصلي، الفكرة المبتكرة، أو حتى اللون الأخضر اللي كان مسيطر على كادرات الجزء الأول من الأحداث، وأصبح هو السمت المميز للماتريكس بشكل عام.
The matrix هي سلسلة أفلام عملت نقلة تاريخية في السينما، في رأينا لا تستحق عمل ضحل و(منحوت) زي The Matrix Resurrections بيقدم إبهار، لكن مش بيقدم أصالة.