The Survivalist : استغلال غير موفق لفيروس كورونا
مع خروج فيروس كورونا عن الاحتواء، وتحوله من (دور برد تقيل شويه) لـ (وباء بيهدد العالم)، الأعمال الفنية كان عندها ٣ اختيارات في التعامل مع الأزمة. الأول، هو التجاهل التام، وده اللي شوفناه في معظم الأعمال اللي شوفناها مؤخرا، أو تغيير خطة العمل بحيث يتم تضمين كوفيد ١٩ ضمن الأحداث، زي ما شوفنا في مسلسل The morning show اللي بيعرض على منصة Apple TV+ واللي اتغيرت أحداثه علشان يبقى فيها جزء لا يستهان به عن كوفيد. وأخيرا، فيلم زي The Survivalistاللي بيدخل نفسه طرف وبيستغل انتشار الوباء كحبكة أساسية لأحداثه.
بيبدأ فيلم The Survivalist بمشاهد افتتاحية قوية جدا. الصورة فيها لأعمال شغب وتدمير بتسود العالم، بينما الـ Voice over لإذاعة محلية بتحكي عن اللي حصل لما انتشر وباء قاتل في البشرية، وأدى انتشاره الرهيب لأن الناس أصبحت بتعزل الأصحاء مش بتعزل المرضى! ومع انتشار أعمال السلب والنهب، وانهيار الحكومات، أصبح الأمل الوحيد للناس إما الحياة في معسكرات للحماية، أو إغلاق بيوتهم على نفسهم، والاستعداد بالسلاح لمواجهة أي محاولة اعتداء.
في وسط الجو المشحون ده، بنشوف محاولة هروب (سارة) – قامت بالدور روبي مودين- من مجموعة من القتلة المحترفين، اللي حصل لهم غسيل دماغ على يد قائدهم (أرون) – قام بالدور جون مالكوفيتش- واللي عنده إحساس أنه تحول لإنسان منيع ضد الموت بعد ما نجى من الوباء القاتل، وبيحاول يقبض على سارة علشان هي كمان منيعة ضد الإصابة، وعاوز يعمل عليها تجارب قاتلة علشان يوصل لعلاج من الوباء.
سارة مش بيكون قدامها غير اللجوء لظابط FBI سابق هو (بن) – قام بالدور جوناثان ريز مايرز – واللي هايحصل بينه وبين العصابة إياها مواجهة دامية، بتستمر حتى نهاية الأحداث.
القصة خامة كويسه جدا ممكن يطلع منها فيلم رائع، لكن في النهاية مانقدرش نقول غير أن The Survivalist فيلم متوسط على كل الأصعدة.
السبب هنا أن المؤلف ماثيو روجرز والمخرج جون كييز قرروا يلعبوا في (منطقة الأمان) الخاصة بالأحداث. يعني مافيش أي محاولة لخداع المشاهد، أو تقديم أحداث مش متوقعه بالنسبة له. القصة والسيناريو (اتهرسوا) في ١٠٠ فيلم قبل كده. لدرجة أننا ممكن نتوقع كل حاجه من البداية للنهاية، من المشهد الأول، ومافيش حاجه في توقعاتنا هاتطلع غلط!
كان ممكن نتسامح مع ده، لو شوفنا اهتمام أكبر من الإخراج في إنه يقدم لنا متعه إضافية لمشاهد الأكشن. لكن ده ماحصلش، على الرغم من أن مشاهد تبادل إطلاق النار كانت كويسه، لكن مشاهد الصراع اليدوي بين شخص لشخص كانت ضعيفه جدا، لدرجة أننا بنشوف البطل بيقتل واحد من الأعداء في أحد المشاهد، ثم بنلاقي صدره بيتحرك وبيتنفس بشكل طبيعي! وكأن المخرج مش عاوز يهتم بالتفاصيل الصغيرة اللي مش المفروض تعدي على مخرج هوليودي.
في رأينا أن حالة (الاستسهال) في اخراج The Survivalist كانت بسبب قلة الميزانية مش بسبب غياب الرؤية الإبداعية. لإن عندنا هنا تصوير حلو قوي في تكوين الكادرات، وتلاعب حلو قوي في الإضاءة اللي كانت مايله للأحمر في المشاهد الصباحية، علشان تناسب البيئة شبه الصحراوية للأحداث، ثم مع قدوم الليل بتتحول للأزرق الفاقع، علشان تعمل لنا تنويع بصري عجبنا جدا، خاصة أننا شوفنا له مبرر درامي كويس في الأحداث.
على الرغم من أداؤه الضعيف في الأكشن، لكن جوناثان ريز مايرز في دور (بن) كان كويس، وعكس لنا الأزمة الشخصية للظابط اللي عنده مشكلة طويلة المدى مع والده، وبنشوف تأثير الأزمة عليه في مشهد طويل عرفنا كتير عن خلفية البطل، لكن للأسف السيناريو ما استغلش كل ده علشان يقدم لنا عمل قوي في النهاية. أما جايزة أحسن تمثيل فا من نصيب جون مالكوفيتش طبعا، اللي قدم دور زعيم العصابة المتأرجح بين الجنون والسادية، بطريقة جميلة جدا، كان ممكن تنقل الفيلم لمستوى تاني لو كان تم توظيفها كويس.
The Survivalist فيلم حلو للمشاهدة في ليالي الخريف. مع شباب العيلة اللي ممكن يسرحوا شويه مع السمارت فونز بتاعتهم وهم بيتفرجوا، علشان لو فاتهم مشهد هايكونوا عارفين حصل فيه إيه.. مافيش مفاجأت.. كل حاجه قابله للتوقع.