أفلام العلاقات الزوجية فى السينما المصرية.. لماذا تحولت لمرادف للنكد؟!
على الرغم من الإقبال الجماهيري الكبير عليها، وتكلفتها الإنتاجية المنخفضة مقارنة بأفلام الأكشن على سبيل المثال، الا ان الملاحظ أن السينما المصرية ابتعدت مؤخراً عن انتاج الأفلام ذات الطابع الأجتماعي الذى يناقش قضايا المتزوجين فى مصر. واذا تم تناول هذه القضايا يتم تناولها فى اطار من (الغم) و (النكد) الذى يُنقص من شعبية هذه الأعمال يوماً بعد يوم.
قد يكون فيلم (كذبة كل يوم) من تأليف شريف الألفي وخالد منصور وبطولة عمرو يوسف ودينا الشربيني و درة ومحمد ممدوح ومن إخراج خالد الحلفاوي –وهو بالمناسبة ابن الفنان الكبير نبيل الحلفاوي- قد يكون هذا الفيلم بداية جديدة لسينما الأزواج فى مصر، وقد يكون فاتحة خير لبداية سلسلة من الأفلام الإجتماعية التي تبتعد عن اتجاه التراجيديا لتفتح افاق اكثر رحابة وتفاؤلاُ.
يستعرض الفيلم فى اطار من الكوميديا والمواقف الخفيفة، حياة مجموعة من المتزوجين، والمشكلات التى تظهر فى حياتهم وتتحول لمواقف كوميدية او حتي تراجيدية خفيفة وهو ما يعتبر نقلة نوعية للأفلام التى تناولت مواضيع مشابهة مؤخرا فى السينما العربية.
فعلى سبيل المثال يناقش فيلم (سكر مر) قصة خمس أزواج تربطهم علاقات عاطفية متعددة ومختلفة، ومدي تأثير الظروف الإجتماعية والمالية والنفسية على هذه القصص.. لكن بينما يسيطر الطابع الكوميدي على (كذبة كل يوم) نجد أن (سكر مر) يركز بالأساس على الجاتب التراجيدي ويخاطب أجزاء اكثر عمقاً وحزنا فى النفس البشرية.
الفيلم الذى قام ببطولته هيثم احمد زكي و أحمد الفيشاوي و ايتن عامر وشيرين عادل ينتصر فى النهاية للمشكلات التي تنشأ بين الأزواج، ويحاول توضيح كيف يمكن للقدر ان يعدل من توزيعة العلاقات، ويعيد تقسيمها من جديد بحيث تتناسب مع الشخصيات التى رسمها السيناريو بقوة على مدار الخيط الدرامي للأحداث.
(سكر مر) ليس التجربة الأولى لمخرجه هاني خليفة لتقديم أفلام عن العلاقات الزوجية، بل انه صاحب تجربة (سهر الليالى) التى تعد واحدة من أهم التجارب السينمائية عن سينما الأزواج.
(سهر الليالى) يتناول قصة مجموعة من الأزواج تربطهم علاقات الصداقة ببعضهم البعض، وبعد اجتماعهم فى مناسبة عيد ميلاد ابنة صديقهم (فتحي عبد الوهاب) تبدأ مجموعة دفينة من المشكلات فى التفجر من جديد بين الأزواج، الأمر الذى يدفع ابطال الفيلم للسفر للأسكندرية لنسيان هذه الخلافات.. الا ان السفر يفجر العديد من المشكلات بين (خالد ابو النجا) و (احمد حلمي) على خلفية ارتباط حلمي بحبيبة ابو النجا السابقة.
لا يمكن ان ننسى بعض الأفلام الصادرة مؤخراً والتى تناولت ايضاً العلاقات الزوجية مثل (أحاسيس) والذى قدمه المخرج هاني جرجس فوزي ومن تاليف اشرف حسن، وان كان تناول (احاسيس) للعلاقات الزوجية جاء من منطلق جنسى بالمقام الأول، وان جائت باقى المشاعر الإنسانية فى مرحلة متأخرة قليلا من الأحداث، لكن كل هذه الأفلام لا تزال تنتمي للمنطقة التراجيدية فى التناول، وهى منطقة ربطت لدي المتلقي بين افلام الأزواج وبين (النكد) و (الغم).. وهذا ما يحاول (كذبة كل يوم) تصحيحه… فهل يستطيع؟