ازمة نسب: أزمة دراما رمضان
مجموعة من الأفخاخ، هذا هو الوصف المثالى الذى يمكن أن نصف به ما وقع فيه القائمين على مسلسل (أزمة نسب) الذى يعرض فى موسم السباق الدرامي الرمضاني فى 2016 ، مابين الإستسهال فى الكتابة والإخراج وتقديم حبكة فنية مكررة وغير جديدة والإعتماد على الإيفيهات فى الحوار بطريقة مصطنعة وانتهاء بالأداء التمثيلي الضعيف والمكرر من كل المشاركين فى العمل.
الفخ الذى وقع فيه المؤلف محمد صلاح العزب على صعيد القصة هو فخ التكرار، حيث يحكي المسلسل عن قصة شاب مصري ينتمي للطبقة الفقيرة هو محمود عبد المغني أو (إبليس) والذى يسميه جميع أبطال العمل بهذا الإسم والذى تم تبريرة درامياً بقصة ساذجة لا تنطلي على طفل صغير، مهما حاول الإخراج إضفاء جو من الرعب والغموض على المشهد الذى يعرف فيه المشاهد لماذا تم تسمية بطل العمل بإسم (إبليس).
تتقاطع المصائر بين (إبليس) و (نعمة) التى تقوم بدورها الفنانة زينة فى أداء غلب عليه الإنفعال والعصبية المبالغ فيها، هى أيضاً تقوم بدور ممرضة بسيطة تقع فى حب رجل أعمال غني وابن رجل أعمال غني (سامح السريطي) والذى يتعرض للعديد من الوعكات الصحية نتيجة المشكلات الخاصة بعائلته.
الحوار الخاص بالمسلسل يحاول إضفاء طابع عام من السخرية واستعمال ايفيهات ظريفة، هذه المحاولة كانت ستكون رائعة إذا تم توظيفها التوظيف الأمثل، لكن عدد الإيفيهات كان يتزايد مع عدد المشاهد، ما أفقد الأمر رونقة وحول الحوار لعبء ثقيل على الدراما، ومحاولة مستميتة لإثارة الضحك لم تلق رواجاً عند المشاهد.
ومابين الأداء التمثيلي النمطي لمحمود عبد المغني والمبالغ فيه لزينة، لا نجد سوي المطربة (بوسي) كأفضل أداء تمثيلي فى المسلسل بملابسها وشكلها الذى عدلته ليتناسب مع طبيعة المنطقة الشعبية التى تدور فيها الأحداث، ونتوقع أن يأتي المسلسل بالمزيد من التحولات الدرامية لشخصيتها التى ظهرت فى الحلقات الأولي من المسلسل كبنت بلد جدعة تحاول أن تحيا حياة (مستورة) فى ظل مجتمع لا يهتم سوي بالمال والمادة، فيما تشارك فى بعض حفلات الأفراح كمبرر درامي لـ(حشر) بعض الأغاني فى السياق الدرامي للأحداث.
وفى سياق متصل نجد أن الأداء التمثيلي للفنانة راندا البحيري إتسم هو الأخر بالمبالغة والسطحية وتناول الشخصية من بعد واحد، أما وليد فوازفنعتقد أن الخيط الدرامي للأحداث لم يتفجر بعد ليسمح له بإخراج ما بجعبته التمثيلية بعد، ونعتقد أن أحداث المسلسل القادمة ستحمل لنا العديد من المفجأت الغير متوقعة بخصوص شخصية الرجل الطامع فى الثروة والتى يجسدها فواز.
إن ما يقدمه صناع مسلسل (أزمة نسب) هو محاولة لإستنساخ أفلام المقاولات التى شارك أبطال المسلسل أنفسهم فى عدد غير قليل من هذه الأفلام، ومحاولة تقديم مسلسل يجمع العناصر الرئيسية لهذه الأفلام من إيفيهات وتلميحات وشخصيات نمطية وحبكات محفوظة، وإعادة تقديمها مع بعض (المط) والتطويل فى الأحداث لزوم تقديم 30 حلقة بدلا من ساعة ونصف من الأحداث،
ولعل السؤال الذى يطرح نفسه، هل تمارس الدراما الرمضانية نوعاً من الإنتقاء الطبيعي للأعمال وطرد الضعيف منها على حساب القوي؟ يبدو أنه من المبكر طرح هذا السؤال فى ظل الزخم الذى حققه المسلسل عبر الهاش تاج الخاص به على موقع التواصل الإجتماعي تويتر، مع إنتظار ظهور (رنا سماحة) فى منتصف أحداث المسلسل تقريباً.
محمد صلاح العزب : كاتب وسيناريست مصري من مواليد 1981 كتب العديد من الروايات التى حققت نجاحاً كبيراً ثم اتجه للكتابة للدراما التليفزيونية فقدم مسلسل دلع بنات وحالة عشق.
وليد فواز : من مواليد 1980 تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم (دراما ونقد مسرحي). بدأ حياته الفنية بتقديم عروض الستاند آب كوميدي وحقق نجاحاً كبيراً بمشاركته فى مسلسل السبع وصايا.