مقالات كايرو 360

افلام الغرب تناقش الكوارث.. وأفلامنا بحد ذاتها.. كوارث!

قراءة سهلة

مع تطور ازمة غرق الأسكندرية تحت موجة قاسية من الأمطار، اسقطت بعض القتلي والجرحي، نستعيد فى ذاكرتنا ذكري العديد من الكوارث الطبيعية التى ضربت مصر فى تاريخها، لعل اشهرها زلزال اكتوبر الشهير الذى اسقط العديد من المساكن وازهق العديد من الأرواح.

هذه الكوارث تطرح داخلنا اسئلة حيوية، حول عدم قدرة –او عدم رغبة- صناع السينما فى مصر تقديم افلام عن الكوارث الطبيعية التى ضربت بلادنا، او حتي تقديم افلام فانتازية عن كوارث طبيعية قد تضرب مصر يوما.

 

لنضرب مثلاً.. استقبلت السينمات المصرية مؤخراً فيلم San Andreas من اخراج براد بايتون وبطولة دوين جونسون، ويناقش الفيلم تعرض الولايات المتحدة الأمريكية لكارثة طبيعية متمثلة فى زلزال عنيف يضرب ولاية كاليفورنيا، ويسقط مئات الضحايا، بينما يحاول رجل الأنقاذ وقائد الطائرة الهليكوبتر (راي) انقاذ عائلته، وكل من يصادفه فى خضم الفوضي التى تعم البلاد فى هذا الوقت العصيب.

السؤال الذى يطرح نفسه الأن، لماذا لا نشاهد افلاماً من نفس النوعية فى السينما العربية بشكل عام، والسينما المصرية بشكل خاص؟ هل يمكن ان تقف العوامل المادية والتقنية بشكل عام ومشاكل التمويل بشكل خاص عائقاً امام انتاج هذه النوعية من الأفلام التى تحتاج بالضرورة لأماكن تصوير خاصة، وتجهيزات انتاجية عالية قد تثقل عبء اي منتج مصري؟

الحقيقة ان السينما المصرية شهدت مؤخرا انتاج العديد من الأفلام بميزانيات ضخمة، وباهتمام شديد بأدق التفاصيل، ولعل فيلم كـ(الفيل الأزرق) يحتل مكانة متميزة فى الأفلام العربية عالية الأنتاج، وينضم لفيلم كـ(ابراهيم الأبيض) الذى تميز بتخصيص العديد من الاستوديوهات لتصوير احداث الفيلم، وهو ما يرد على ادعائات وقوف التمويل عائقاً امام تصوير افلام عن الكوارث الطبيعية فى مصر.

هل من الممكن ان يواجه الفيلم تعنتاً رقابياً على اعتبار ان تقديم فيلم عن كارثة طبيعية تضرب البلاد يعد دربا من دروب جلب (النحس) او بعث التشاؤم فى نفوس الجماهير؟ ان كان هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم السعي وراء انتاج هذه النوعية من الأفلام فيمكننا القول ان هذه الأفلام قد تكتسب بعداً هاما فى سبيل توعية الجمهور بكيفية التصرف فى حالات الكوارث والطوارىء.. بداية من كيفية حماية انفسهم او الأشخاص المحيطين بهم، او حتي استغلال العناصر الموجودة فى البيئة المحيطة للبقاء على قيد الحياة خلال الأزمات المشابهة.

ولنكون اكثر انصافاً، يجب أن نتحدث المحاولة السينمائية العربية الوحيدة تقريباً لتقديم فيلم مصري عن كارثة عامة تصيب المجتمع المصري، وهى فيلم (النوم فى العسل) الذى قدمه الفنان عادل امام بالتعاون مع المخرج شريف عرفة، ومن تأليف وحيد حامد، ويتناول الفيلم قصة تفشى وباء غامض فى مصر، يصيب الرجال بالضعف الجنسي، الأمر الذى يفجر حالة من الغضب المكتوم بين كل اوساط المجتمع المصري، يرصد هذه الحالة ويتفاعل معها رجل الداخلية العميد مجدي نور فى رحلة على مدار ما يقارب الساعتين من تحليل المجتمع المصري وتسليط الضوء على كيفية تصرفنا فى حالات تفشى الأوبئة او التعرض للكوارث بشكل عام.

هناك العديد من الحوادث التى تعرضت لها مصر والتى تصلح لتحويلها لسيناريو افلام قوية ومتميزة عن الكوارث الطبيعية، مثل زلزال اكتوبر او فيضان النوبة، او حتي موجة الأمطار التى تعرضت لها الأسكندرية مؤخراً، كلها تعتبر قصصاً متكاملة وبها العديد من اللفتات الانسانية والتى يمكن تحويلها لاعمال سينمائية تحقق نجاحاً منقطع النظير.

افلام الكوارث الطبيعية ليست نحسا.. فهى تدر الملايين من الارباح، بالاضافة للنجاح الجماهيري والتشجيع النقدي.. افلام الكوارث الطبيعية تعلمنا كيفية النجاة باسلوب عملى ومحبب الى النفس.. افلام الكوارث الطبيعية قد تكون الحل الوحيد للتوقف عن انتاج افلام كالكوارث!

دوين جونسون :

الفيل الأزرق : فيلم مقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب احمد مراد، تحكي عن مغامرة طبيب نفسى يحاول البحث وراء الاسباب الحقيقية التى ادت لجريمة قتل بشعة.

زلزال اكتوبر : زلزال مدمر تعرضت له مصر عام 1992 وادي لانهيار العديد من المنازل والمنشأت وبلغت قوته 5.8 رختر.

زر الذهاب إلى الأعلى