الضيف: يا بخت من زار وخفف!
بعض الأفلام بيكون المصدر الأساسي لقوتها وشهرتها، وجود نجم فيها زي أفلام عادل إمام مثلا. وبعض الأفلام بيكون عنصر قوتها في ديكوراتها أو الموسيقى التصويرية. لكن إن يكون مصدر قوة الفيلم هو المؤلف. دي حاجه بتحصل بشكل قليل في أفلامنا العربية. ويعتبر فيلم الضيف من الأفلام اللي حصل عليها تركيز كبير مؤخرا بسبب شهرة مؤلفه – ابراهيم عيسى- وإثارته للجدل.
الضيف بيحكي عن الدكتور يحي حسن التيجاني (خالد الصاوي) واللي بيعيش تحت حراسة مشددة بسبب أراؤه اللي بتستفز المتشددين والمحافظين. لكن الدكتور حسن بيستقبل ضيف هو (أسامه) أو أحمد مالك. واللي بيحصل بينهم حوار طويل بيمتد على زمن الفيلم كله تقريبا مع تداخلات مع شيرين رضا وجميلة عوض كشخصيات مساعدة في التطور الدرامي.
الغريب في (الضيف) مش بس إنه بيستمد قوته من مؤلفه، لكن علشان الفيلم مش بيقدم تقريبا غير حالة طويلة وممتدة من النقاش والحوار والسجال على مدار حوالي ساعة ونصف هي عمر الفيلم. والنوعية دي من الأفلام مش موجوده كتير في السينما المصرية عكس أفلام هوليودية كتير زي 12 Angry Men و Perfect Strangers وغيرها.
ونتيجة تركيز الفيلم على الحوار بالمقام الأول، شوفنا أبطال الفيلم وهم مش معاهم غير بعض الأدوات التمثيلية البسيطة – لكن المهمة جدا- علشان يقدروا يعبروا ويوصلوا لنا مشاعر شخصياتهم. وخالد الصاوي نجح تماما في ده. لكن من ناحية تانيه بعض الجمل الحوارية كانت يتضعف شخصيته لأنه كان بيظهر بمظهر المدرس اللي بيملي الحوار على التلاميذ! ودي Format شبيهه بالبرامج اللي قدمها المؤلف ابراهيم عيسي طوال مشواره. واللي كان بيظهر فيها في دور المتحدث أمام الجمهور طوال الوقت بدون ضيوف أو حوارات جانبية.
لكن الجيد في الفيلم هو عدم شعورنا بالملل رغم محدودية الزمان والمكان اللي بتدور فيهم الأحداث. وده نتيجة الحوار الشيق اللي على الرغم من مباشرته كان بيناقش كتير من القضايا الخلافية والمثيرة. كمان الأداء التمثيلي عوض نقص التنوع البصري في الفيلم. ودي كانت مهمة تقيلة – لكن ناجحة- على المخرج هادي الباجوري.
بنرشح فيلم الضيف للمشاهدين محبي الأفلام اللي بتركز على الحوار كأداة أساسية لتحريك الأحداث. ولمحبي مؤلفات وبرامج ابراهيم عيسى.