مقالات كايرو 360

الكبير أوي ج6

قراءة سهلة

سنة ٢٠١٠ قدم فنان شاب تجربته الدرامية الخاصة، بعد ما شارك قبلها بأربع سنين تقريباً في مسلسل تامر وشوقية. المسلسل ده كان الجزء الأول من مسلسل (الكبير)، والشاب ده كان الفنان أحمد مكي. اللي بقى بينا وبينه كمشاهدين (عيش وملح) من متابعتنا المستمرة لكل أعماله تقريبا، وعلى رأسها مسلسل الكبير اللي بنتفرج على الجزء السادس منه في رمضان ٢٠٢٢.

الكبير أوي ج6 بيستكمل الأحداث بعد نهاية الجزء السابق. لكنه مش معتمد اعتماد أساسي على الحلقات السابقة، وان كان معتمد على نفس الشخصيات تقريبا.

الكبير أوى بيحكي عن عمدة المزاريطه (الكبير أوي) واخواته جوني وحزلقوم، في مغامرات كوميدية بتناقش قضايا كتير بتحصل في حياتنا اليومية.

الجزء السادس من الأحداث بيمر بأكتر من مشكلة كبيرة. الأولى هي غياب البطلة النسائية الأهم في المسلسل وهي دنيا سمير غانم. واللي تم استبدالها بالفنانة رحمة أحمد. بالإضافة لتخوف كتير من المشاهدين من الجزء الجديد وقدرته على أنه يقدم أحداث جديدة أو كوميديا مختلفة. وهي دي المحاور اللي هانتكلم عنها في نقدنا للمسلسل.

سلسلة الكبير من أذكى سلاسل المسلسلات اللي شوفناها السنين اللي فاتت. والسبب اللي خلاها قادره تضحكنا لحد النهرده هي فكرة كتابتها وتقديمها للجمهور، بحيث أن كل مجموعة حلقات بتشكل مع بعضها قصة قائمة بذاتها. بالتالي اللي حس بملل من قصة معينة يقدر يستنى اللي بعدها، واللي ما ضحكش على قصة بعينها بعد شوية حلقات هاتظهر قصة جديدة.

بنشوف مع الجزء السادس، محاكاة مضحكة لمسلسل Squid Game واللي كتبنا لكم عنه في فترة عرضه على نتفليكس.. والحقيقة أن دي واحده من أقوى الملاعب اللي بيحب أحمد مكي يلعب فيها، فكرة المحاكاة المضحكة لأعمال تانيه. وسبق وقدم من خلال الكبير محاكاة لفيلم شمس الزناتي كانت أكتر من رائعة.

محاكاة Squid Game كانت مضحكة، وباين التعب والمجهود المبذولين فيها، لكن من ناحيه تانيه مكانتش قوية زي حلقات شمس الزناتي مثلا. ويمكن السبب هنا أنها كانت قصيرة وكنا محتاجين أنها تكون أطول علشان نقدر ناخد أكتر على الشخصيات ونضحك معاهم أكتر من اللي شوفناه.

شخصية حزلقوم هي واحدة من أكتر الشخصيات اللي (حلبها) أحمد مكي في تاريخه.. والحقيقة أننا زهقنا من الشخصية دي بايفيهاتها اللي مش بتتغير، وطريقة كلامها ولبسها وكل حاجه تخصها. علشان كده دعم مكي الشخصية دي بشخصية جديدة هي أبن حزلقوم وهو الفنان الطفل يوسف صلاح اللي شوفناه قبل كده في فيلم من أجل زيكو ومسلسل الجسر اللي اتكلمنا عنه قبل كده معاكم والحقيقة أن يوسف قدم أداء أسطوري، وضحكنا بتقليده لشخصية حزلقوم بطريقة كوميدية جدا. لكن المشكلة أن مساحة دوره كانت قليلة قوي وكنا عاوزين نشوفه في مشاهد أكتر من كده.

أحلى حاجه بتميز شغل أحمد مكي هو أنه مش بيحتكر الكوميديا كلها لنفسه. بالعكس بيشجع كل اللي شغالين معاه على ابتكار ايفيهاتهم الخاصة واحتلال مساحة أكبر من الكوميديا حتى لو ده جه على حسابه هو شخصيا. وهي دي أهم نقطة بتخلي مسلسل الكبير ناجح وقابل للاستمرار.

علشان كده بنشوف حلقة كاملة بتاخد فيها رحمة أحمد مساحتها الكوميدية الخاصة، من خلال محاولاتها البائسة (المثيرة للشفقة زي ما شوفنا في المسلسل) انها تكسب قلب الكبير في ليلة زواجهم الأولى. والحقيقة أن الحلقة كانت كوميدية وان كانت مش هاتكون مناسبة لكل افراد الأسرة خاصة من العائلات المحافظة. وده خروج عن النمط العام لمسلسل الكبير اللي كان مناسب لكل افراد الاسرة مع الحد الأدنى من التلميحات. لكن علشان نقول الحق، مانقدرش نقول أن الحلقة كانت Over بشكل فج مثلا.

رحمه أحمد.. فنانة مسرحية بالمقام الأول، وقدرت تكسب قلب الناس وتحتل الترند بمجرد ظهورها. ده شيء رائع ولا جدال عليه. لكن محاولات تقديمها كأفضل فنانة كوميدية في جيلها والانسانه اللي يكفي ظهورها علشان الناس تقع على الأرض من الضحك.. حالة (الأفورة) اللي حاصله دي مش في صالح رحمة ولا في مصلحة الجمهور اللي عاوز يتفرج على موهبتها بدون (تطبيل) زايد.

مصطفى غريب بيقدم دور العترة ابن الكبير بشكل أكتر من رائع. والحقيقة أنه موهبة كوميدية لا يستهان بيها زيه زي حاتم صلاح اللي عمل دور (نفادي) بطريقة خلتنا مش قادرين نمسك نفسنا من الضحك مع كل مرة يتكلم فيها.. مش كده ولا (أيــــو)

محمد سلام و بيومي فؤاد وهشام إسماعيل، في منطقة الأداء الأمنة بالنسبة لهم.. قدموا أدوارهم المتعارف عليها عند الجمهور بنفس طريقة تقديمها في الأجزاء السابقة تقريبا. في رأينا أن ترتيبهم من الأفضل للأسوأ صعب، لكن لو مضطرين نرتبهم هانقول أن سلام هو الأفضل يليه بيومي ثم هشام إسماعيل. أما اللي متعنا الجزء ده فكان حسين أبو حجاج في شخصية أشرف، اللي شوفناه متألق في حلقات السف على Squid Game

كوميديا الكبير المُختلفة عن أي كوميديا تانيه، هي السبب الأساسي لنجاحه الموسم ده.. تفاصيل صغيرة بيتبني عليها حلقات كاملة زي تفصيلة فيديوهات يوتيوب اللي بتعمل اعلى مشاهدات بينما هي مباشرة جدا ومعتمدة على الانتقال بين مشاهد الألوان والأبيض وأسود والتصوير البطىء. التفصيلة دي مش هاتيجي غير من عين أحمد مكي اللي بتراقب التفاصيل مهما كانت بسيطة وتطلع منها بكوميديا تلمس كل واحد من المشاهدين.

الكبير أوي ج6 نجح في الاحتفاظ بمشاهديه المخلصين له، والقابلين حتى لتكرار التتر كل سنة من بداية عرضه لحد النهرده عل الرغم من أن أغنية التتر نفسها راحت عليها خالص لأنها كانت بتستعرض صراع بين الكبير وجوني على منصب العمدة، والصراع ده انتهى من الجزء الأول، لكننا لسه بنحب الأغنية زي ما هي.

الكبير كمان نجح في جذب جمهور جديد.. يمكن مش بنفس قوة الأجزاء السابقة – خصوصا الأجزاء الأولى- لكنه لا يزال مسلسل كوميدي يستحق المتابعة. نتيجة ذكاء الكوميديا وحماس الأبطال المشاركين فيه، وأهم نقطه: أن أحمد مكي فاهم كويس أنه جزء من عمل جماعي مش بيشتغل مع زمايله على أنهم أدوات موجودين علشان هو يكون النجم الأوحد وخلاص.

زر الذهاب إلى الأعلى