بشتري راجل: عندما تتحول الحياة الزوجية لـ”مصلحة”!
العلاقات العاطفية والزوجية، تعتبر من الملفات الشائكة في تناولها في المجتمع العربي، وعلي الرغم من كونها مساحة خصبة لتقديم أفلام كوميدية أو اجتماعية أو كوميدية اجتماعية زي ما شوفنا في (بشتري راجل)، إلا أن كتاب كتير ومخرجين بيحاولوا يبعدوا عن المنطقة دي علشان ماحدش يتهمهم بتهم كبيرة زي زعزعة ثوابت المجتمع وخلافه.
بكل جرأة وثقة، بتدخل المؤلفة (إيناس لطفي) في أول أعمالها عش الدبابير، وبتقدم لنا قصة شمس نور الدين أو نيللي كريم، الفتاة اللي تعدت الخامسة والثلاثين دون زواج، وبتعمل بعض التحاليل الطبية عند خالها طبيب النساء المشهور (لطفي لبيب)، واللي بيبلغها أن احتماليات حملها في المستقبل مش قوية.
ولأن بطلة فيلمها الأول زيها بالضبط… بدأت شمس في التفكير في حلول غير تقليدية تخليها تنجب أطفال دون الوقوع في مشاكل الزواج، وفى نفس الوقت بطريقة شرعية وقانونية، ومن هنا بتبدأ في وضع إعلان على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بتطلب فيه شخص بشروط معينة مقابل صفقة.. زواج صوري ثم طفل أنابيب ثم طلاق مرة تانيه. ومن هنا بتبدأ شخصية بهجت أبو السعد أو محمد ممدوح في الظهور كالزوج المثالي اللي تنطبق عليه كل الشروط.
المخرج محمد علي قدر يقدم لنا عمل مترابط، مبني على سيناريو قوي وإن كان بيفكرنا بكتير من الأفلام الأجنبية زي فيلم The Proposal من بطولة ساندرا بولوك، وغيره من الأفلام، والحقيقة أن السيناريو فشل في تجنب بعض الأمور اللي تعتبر دخيلة على مجتمعنا زي العلاقة بين محمد ممدوح وصديقته سالي اللي قامت بدورها ليلي عربي.
بالكلام عن الأداء التمثيلي، لازم نشيد بنيللي كريم ومحمد ممدوح، والكيمياء الممتازة بينهم، وقدرة السيناريو على استغلال فرق الحجم بين الثنائي علشان يقدم تنويعات كوميدية متميزة عليها، كمان لطفي لبيب وليلي عز العرب قدموا أدوار جيدة رغم صغر حجمها، لكن كان لها أهمية كبيرة على مستوي دراما الفيلم. بيومي فؤاد قدم مشهد واحد كضيف شرف وللأسف كان ضعيف وغير كوميدي.
ديكورات الفيلم كانت متميزة، وقدرت تنقلنا بصريا لعالم الفيلم، لكن الموسيقي التصويرية كانت ضعيفة ولا ترقي لمستوي الأحداث، أما اختيار الأزياء فكان ممتاز ومناسب لكل شخصية من شخصيات الفيلم حسب عمرها والدور اللي بتقوم بيه.
بشتري راجل فيلم متميز لنيللي كريم ومحمد ممدوح، قدروا يثبتوا نفسهم فيه كثنائي كوميدي ناجح، أما إيناس لطفي المؤلفة فا نحب نهنأها بنجاح فيلمها الأول، لكننا بانتظار أعمال أقوي وأغني، وأكثر قدرة على خلخلة ثوابت المجتمع ومناقشتها وتسليط الضوء عليها.
