تحت الوصاية.. الأقوى.. الأوقع.. الأحلى في رمضان ٢٠٢٣
أحلى ما في الفن، هي قدرته على التأثر بالمجتمع، والأحلى: قدرته على التأثير في المجتمع وتسليط الضوء على مشاكله. وده اللي عمله مسلسل تحت الوصاية.
تحت الوصاية بيحكي في ١٥ حلقة عن مشكلة بتقابل أرملة (منى زكي) في عدم قدرتها على صرف ورث أبنائها، بسبب وجود وصاية من المجلس الحسبي على الأموال. الأمر اللي بيضطرها لسرقة مركب من ورث الأبناء، وخوض مغامرة لصيد الجمبري مع مجموعة من البحارة. وسط مخاطر لا تنتهي.
كل اللي شاركوا في التمثيل أبدعوا في تأدية أدوارهم. بداية بالجميلة منى زكي اللي جعلت الواقعية هي رقم ١ في تركيزها على أداء الدور، بالتالي ظهر شكلها مش جميل، وده أثار حفيظة ناس كتير على السوشيال ميديا فهموا المسلسل غلط قبل ما يتفرجوا على حلقة واحدة منه!
طقم (البحرية) اللي عاون منى زكي في رحلتها كان أدائهم أكتر من رائع لدرجة أننا نسينا في أوقات كتير أنهم ممثلين، وتعاملنا معاهم على أنهم بحرية بجد. رشدي الشامي في دور الريس ربيع اللي خلى كل واحد اتفرج على المسلسل بكى عليه من شدة التأثر، وطبعا الطفل عمر الشريف اللي لعب دور ابن منى زكي وشوفناه قبل كده في فيلم (بره المنهج).
الأداء التمثيلي المميز من كل الأبطال ده سببه ببساطه أننا أمام مخرج استثنائي، والكلام هنا عن محمد شاكر خضير اللي قدر يخلق حالة مترابطة شبة متكاملة، وظف فيها الأداء التمثيلي مع الموسيقي – اللي ألفتها ليال وطفة- مع حركة الكاميرا والكادرات الجميلة علشان يقدم في النهاية عمل نقدر نقول عليه بقلب مطمن أنه أفضل عمل درامي في رمضان ٢٠٢٣.
تحت الوصاية مش بس أفضل مسلسل في رمضان ٢٠٢٣، لكنه مثال رائع على الفن لما يسلط الضوء على مشاكل المجتمع، بدون ابتذال، بدون صوت عالي، بدون مشهد خادش أو لفظ منحط. برافو لكل واحد شارك في العمل ده. ونتمنى نشوف أعمال تانيه على نفس المستوى سواء في الدراما أو السينما.