: جزء جديد وناجح من سلسلة أكشن قويةExtraction 2
بالنسبة للأفلام اللي زي Extraction، اللي تم تقديمها بإشراف الأخوين روسو اللي عملوا أفلام مارفل، دي نموذج لنوعية نادرة ناقصة: الأكشن اللي بيكون فيه ميزانية ضخمة وعنيف بشكل مبالغ فيه. سواء الشخص الرئيسي إسمه جون رامبو، أو جيسون بورن، أو جون ويك، إسمه غالباً على النمط: القاتل المحترف اللي هو نفسه محتار يقتل ولا لأ، بس الظروف دايما بتجبره يرجع للقتل. عنده ماضي مأساوي وبيحزن عليه، ومش هيرتاح منه. والممثل اللي بيمثل دوره عنده همة قوية في مشاهد العنف لدرجة إنك بتصدق إنه قدر يتحمل 100 ضربة في الرأس والوجه والجسم، وبعد كده طلقة رصاص وجرح بسكين وإنفجار قنبلة ومش هيتوقف رغم كل ده!
ممكن نسمي النوعية دي من الأبطال والأفلام المعتمدة عليهم: أفلام البطل الغاضب المنتقم. وكريس هيمسورث هو عضو جديد لنادي النوعية دي من الأفلام. هو بيلعب دور تايلر رايك.
تايلر كان جندي في الجيش الأسترالي و قرر يسافر لأفغانستان لظروف الحرب، بينما ابنه كان مريض وماقدرش تايلر يكون جنب ابنه لما توفى الولد. بعدين الزواج بتاعه تفكك وهو بقى مرتزق.
الشعور بالذنب هنا نقدر نعتبره عامل مشترك أكبر في النوعية دي من الأفلام. تايلر عنده شعور بالذنب بسبب فشله كزوج وأب زي فقدان الذاكرة في أفلام “بورن” والحداد على الزوجة في سلسلة “جون ويك”.
مغامرات تايلر ودخوله في قصص انقاذ، كلها بتدور عن الجانب السىء للأباء، وكأن تايلر بيقبل بالمهام اللي بيفرغ فيها شحنة الغضب اللي بداخله لأنه كان أب سىء. وده تحليل نفسي جدير بالملاحظة في أفلام Extraction
الجزء الأول من السلسلة كان عبارة عن إنقاذ تايلر لابن تاجر مخدرات هندي تم اختطافه ومحتجز في بنغلاديش. الولد كان مجرد طعم في مبارزة غبية بين أثرياء بلطجية عندهم جيوش خاصة.
في الجزء الثاني، بيظهر رجل غامض في كوخ في الغابة حيث يتعافى تايلر من المهمة السابقة ويقدم رسالة تكليف بمهمة (استخراج) جديدة لأم محتجزة من زوجها تاجر المخدرات (تورنيك بزيافا)، اللي بيخلفه أخوه الأشد جنونا منه علشان يتصدوا لتايلر ومحاولته اخراج الأسرة بسلام.
ممكن نقول أن مشهد القتال الأول في الفيلم هو مشهد مستمر لمدة 21 دقيقة تقريبا، بنشوف فيه هروب تايلر والعائلة من السجن وصولًا إلى قطار يتم مطاردته من طائرات الهليكوبتر اللي فيها اشخاص مسلحين بالدروع الواقية. وبنشوف في المشهد الطويل ده قتال بالأيدي والأسلحة النارية والبيضاء، وبأي أدوات تانيه متاحة في البيئة المحيطة بالأبطال.
المخرج سام هارغريف، وهو مصمم مشاهد أكشن سابق قدم أولى أفلامه الإخراجية في الجزء الأول من ” Extraction”، عرف أنه يوظف خبراته في اخراج معارك الأكشن بشكل ممتاز، علشان يقدم لنا مشاهد فكرتنا أحيانا بألعاب الفيديو جيم من فرط اثارتها و(توريط) المشاهد فيها. وده كان بالاعتماد على اللقطات القريبة وأسلوب التصوير اللي يدينا ايحاء ان الكاميرا مثبتة على كتف البطل أو بتتفاعل معاه مش بس بترصد حركته.
لكن مع الاهتمام بالأكشن، وقع الجزء الدرامي من الفيلم في فخ التكرار، وبقينا فاهمين أن كل اللي بنشوفه من تطور درامي هو بالأساس مجرد (فرشة) علشان نشوف مشهد الأكشن الطويل التالي.
ده كويس بالنسبة للناس اللي بتتفرج على الفيلم علشان الأكشن بس، لكن من وجهة نظرنا، وجود خيط درامي قوي (زي الموجود في سلسلة جون ويك مثلا) بيخلق تعاطف أكبر من الجمهور مع البطل، ورغبة أعلى في معرفة ماضيه وسبب تصرفاته الحالية، والشعور بالتعاطف معاه.
كريس هيمسورث في دور البطولة، قدر يقدم أداء أكشن رائع، وأداء درامي متوسط، لكن كان واضح قدرته على التحكم في جسمه والمجهود البدني الممتاز اللي قام بيه علشان يكون في الفورمة، وعجبنا قوي الدويتو التمثيلي الممتاز بين جولشفتي فرحاني و آدم بيسا وكانت حالة الكيمياء بينهم ظاهره في الأحداث بوضوح.
فيلم Extraction 2 هو فيلم اكشن ممتاز زي الكتاب ما بيقول، كان ناقصه خط درامي أقوى علشان نحبه أكتر. لكنه ممتاز للمشاهدة للناس اللي بتحب نوعية الأكشن بتاعة John wickمثلا.