حلم عزيز: كان هـ يبقى كابوس

تيمة “تعمل إيه لو عرفت أنك هـ تموت بعد شهر؟” تم تناولها فى أكثر من عمل أجنبى قبل كده، بالتالى الفكرة مش جديدة، لكن الجرأة فى التعامل معاها فى “حلم عزيز” أكسبها رونق خاص، كان ممكن ينعكس على ترتيب الفيلم كواحد من أفضل أفلام الموسم، لولا الاستظراف الزائد اللى “فصلنا” كمشاهدين عن الفكرة الأساسية.

شخصية عزيز (أحمد عز) فى الفيلم هى نفس شخصيته فى معظم أفلامه السابقة ماعدا بعض الأفلام القليلة اللى بـ يطلع فيها من جلده، شخصية الشاب المليونير الفاسد المترف، بتاع البنات، لكن المرة دى بـ يشوف أبوه فى الحلم أكثر من مرة، وبـ يستنتج من الحلم أنه هـ يموت بعد أقل من ٣٠ يوم، بالتالى بـ يبدأ يصلح الأخطاء الكبيرة فى حياته علشان يقابل ربنا بدون ذنوب.

الفيلم بـ يتعرض لقضية فلسفية كبيرة، وبـ يحاول يتناولها بشكل كوميدى جرىء، وممكن بعض مشاهده تضايق بعض المتحفظين، زى مشاهد تعذيب القذافى وهتلر وجولدا مائير وموشى ديان فى جهنم، وغيرها من المشاهد اللى أثارت موجة من الضحك الهستيرى عند المشاهدين.

رغم أن الديكور كان له نصيب الأسد فى الفيلم، إلا أنه ما ظهرش بالإبهار اللى كنا متوقعينه، لكن المجهود المبذول فيه كان واضح جدًا، على عكس الموسيقى التصويرية لمحمود طلعت اللى ما قدمتش أى جديد، أما المؤثرات الخاصة والجرافيكس كانت ممتازة، واحترافية إلى أبعد مدى.

قدر السيناريست نادر صلاح عبد الله أنه يقدم لنا مع المخرج عمرو عرفة إيفيهات جديدة ومتنوعة، خصوصًا الرياضى منها، الأجمل أنها كانت بـ تعبر عن الواقع اللى بـ نعيشه وبـ تظهر الجانب الكوميدى فيه، زى إظهار شخصية الراجل “ابو جلابية” اللى اقتحم أحد مباريات كرة القدم من فترة بالإضافة للتريقة على أساليب  المعلقين الرياضيين على الماتشات، لكن كثير من الإيفيهات الثانية طلعت Out وما عملتش غير أنها شتت تركيزنا كمشاهدين.

بعيدًا عن أحمد عز اللى ما قدمش جديد فى الفيلم، جاء أداء مى كساب فى شخصية سكرتيرة “عز” Over جدًا ومستفز وما ينافسهاش فى محاولة الاستظراف والمبالغة الشديدة غير رانيا منصور فى دور أخت أحمد عز، بينما قدم محمد إمام دور تقليدى، وحسينا فى أكثر من مشهد أننا بـ نشوف عادل إمام فى بداياته وخصوصًا نظرة العين ورفعة الحاجب.

شريف منير قدم دور جديد نسبيًا، وأظهر كثير من شخصية “منير” المجنون بالتمثيل وده كان شىء رائع، صلاح عبد الله قدم دور جميل، بينما كان “سليمان عيد” أكثر واحد الجمهور متجاوب معاه ومع إيفيهاته. ظهور أحمد رزق كضيف شرف كان جميل جدًا خصوصًا طبيعة المشهد بتاعه، لكن منة شلبى ظهورها كضيفة شرف لا زود ولا نقص حاجة.

“حلم عزيز” فيلم صيفى جميل، كان ممكن يبقى حلم رائع لو قَلت جرعة الاستظراف اللى كانت هـ تحوله لكابوس.