مقالات كايرو 360

خمس أسباب تعرفك ليه حقق مسلسل Squid Game نجاحه الأسطوري؟

قراءة سهلة

سواء بتحب مسلسل Squid Game أو مش بتحبه. مانقدرش ننكر أنه حقق شعبية هايله خلال فترة زمنية طويلة. نتفليكس قالت بشكل رسمي – من خلال تغريدة على موقع تويتر – أنه حقق أعلى نسبة معجبين على مستوى المنصة بالكامل، ودي مش حاجه بسيطة خاصة لما بنتكلم على منصة في حجم نتفليكس. خاصة أنه حسب تصريحاتها المسلسل نال إعجاب أكتر من ١١١ مليون شخص حوالين العالم.

 

نجاح Squid Game مكانش بس على مستوى المشاهدات وأراء النقاد والمشاهدين، لكن بشكل عام المسلسل بقى ترند في كل حاجة، بداية من عمل ألعاب مستوحاه من المسلسل على السمارت فونز، واستخدام حاجات ظهرت في المسلسل في الدعاية لمنتجات تانيه في كل حته في العالم. نهاية بأبطال المسلسل اللي تحولو في أيام معدودة لنجوم عالميين.

 

السؤال هنا، ليه حقق Squid Game كل النجاح ده؟ ممكن تقول علشان قدم فكرة جديدة وبره الصندوق، والحقيقة إن دي مش إجابة دقيقة. لأن عندنا أعمال كتير لعبت على نفس الفكرة، منها على سبيل المثال لا الحصر سلسلة أفلام The Hunger Games اللي اتعمل الجزء الأول منها سنة ٢٠١٢ من بطولة جينفر لورنس. وأعمال تانيه كتير قدمت نفس الفكرة.

 

هل نجاح Squid Game كان بسبب شهرة أبطاله؟ برضو الكلام مش دقيق.. لإن واحدة من بطلات المسلسل اللي هي Jung Hoyeon ده أول أعمالها. وكانت بتشتغل قبل كده في مجال عروض الأزياء، حسابها على انستجرام  زاد متابعيه ١٥ مليون متابع في ٣ أسابيع فقط!

 

تعالوا نشوف مع بعض شوية ٥ عوامل ساعدت على الشهرة والاهتمام العالمي اللي أخدهم Squid Game من وجهة نظرنا.

 

قصة صعود

 

العامل الأهم لنجاح أي عمل فني، هو إنك كمشاهد تحس إنك مكان البطل. علشان كده الأعمال اللي بتحكي قصة صعود من الصفر بيكون لها حظ أكبر من النجاح، لأننا كمشاهدين بنبقى عاوزين نتوحد مع قصة البطل ونحس إننا نقدر نطلع للقمة زيه بالظبط.

 

النقطة دي بيلعب عليها ممثل زي محمد رمضان في اختيار أعماله، اللي في غالبها بتكون رحلة الصعود من الصفر للقمة هي أساس القصة، نفس اللعبة لعبها فنانين بحجم عادل إمام وأحمد زكي. قصة الصعود رهان مش بيخسر في أي عمل.

 

مسلسل Squid Game بيحكي عن قصة صعود شاب (قام بدوره Lee Jung-jae) من انسان ضايع، مع حياة أسرية مفككة، وديون متراكمه عليه، لمتسابق في لعبة حياة أو موت، للحصول على جايزة مالية ضخمة.

 

من هنا بتحصل – زي ما قولنا – توحد بين البطل والمشاهدين، بحيث كلنا نبدأ نتخيل لو كنا مكانه كنا هانعدي ازاي من الألعاب دي؟ ولو أخدنا الجايزة هانعمل بيها ايه؟

 

ألعاب الطفولة

 

الألعاب اللي بنشوف الأبطال بيتنافسوا عليها في Squid Game ألعاب معظمنا عارفها ولعبها قبل كده وهو صغير. مين فينا مالعبش (شد الحبل) مع أصحابه في ليلة صيف في إجازة ٣ اعدادي؟! ومين ماوقفش بالساعات يظبط قواعد لعبة (البلي) علشان يضمن أن اللعبة عادلة، وأنه مش بيراهن بالكنز بتاعه من (البلي) مع حد (بيخم) في اللعب؟!

 

أما إن اللي بيخسر في الألعاب دي بيتعرض للقتل، ده اللي خلانا كمشاهدين نكتم نفسنا مع احتدام الصراع، لأن المسلسل قدر ينقل تحدي كلنا مارسناه في حياتنا، ويحطه على المحك مع أرواحنا نفسها. الخلطة بين (الونستالجيا) مع الترقب، كان لها مفعول السحر في توحد المشاهدين حوالين العالم مع المسلسل.

 

غدر الصحاب

 

فكر معانا في الأغاني الـ Trend الكام سنة الأخيرة في مصر، هتلاقي أن العامل المشترك بين معظمها هي فكرة غدر الصحاب. نفس الفكرة بتتكرر في الأفلام. لأن كل الحاجات دي في النهاية بتلعب على وتر حساس عند المشاهد.. خوفه من غدر أقرب الناس له.

 

مش عاوزين نخوض كتير في ازاي Squid Game بيستعرض غدر الصحاب، علشان مانحرقش المسلسل على اللي ما اتفرجش عليه. لكن لو شوفته هاتعرف أنه لعب على النقطة دي بعبقرية وواقعية في نفس الوقت.

 

واقعية كورية

 

الناس اللي زهقت من إنتاج هوليود الضخم للأفلام والمسلسلات، واللي بنشوف فيها سوبر هيروز بيحلوا مشاكل العالم بشعاع ليزر بيطلع من عينهم أو مطرقة ضخمة بتعمل المستحيل. كل ده مش موجود في Squid Game.

 

على العكس تماما. كل المواقف الصعبة بتتحل بحيل بسيطة بيعملها ناس بسيطة. كل ده في جو واقعي بيخلينا نسأل نفسنا طول الوقت: لو كنت مكان البطل كنت هاعمل ايه.

 

صناع Squid Game أجادوا الضرب على الوتر ده من خلال انهم ينقلوا لنا اضطراب الأبطال وتوترهم. عجزهم عن إنهم يلاقوا حل مناسب بسرعة، وقدرتهم على النجاة بتضحيات ضخمة. ده نفس اللي بيحصل في حياتنا اليومية مع اختلاف حجم المخاطرة طبعا.

 

مافيش ملايكه وشياطين!

 

أسهل حاجه على كاتب السيناريو، إنه يقدم شخصيات أعماله بنمط الملايكة والشياطين. بطل المسلسل بيكون إنسان مثالي. كل قراراته صح، كل تصرفاته بيعملها بضمير صاحي ونفسية طيبة. بينما أعداؤه أشرار على طول الخط. ممكن يعملوا أي حاجه – بالمعنى الحرفي لأي حاجه – علشان ياخدوا اللي هم عاوزينه. واللي هو مش حقهم.

 

مسلسل (البرنس) اللي اتعرض في رمضان ٢٠٢٠ مثلا كان فيه موضوع الملايكه والشياطين ده. رضوان البرنس – قام بدوره محمد رمضان-  هو الأخ الطيب الجدع اللي بيقف جنب الكل. بينما أخوه فتحي البرنس – قام بدوره أحمد زاهر- هو التجسيد الحي للشيطان الأدمي. إنسان ممكن يقتل أخوه أو يرمي بنت أخوه في الشارع علشان ياخد الميراث بغير وجه حق.

 

مسلسل Squid Game في رسم شخصياته، ابتعد كل البعد عن شخصيات الملايكة والشياطين. بالعكس. هو بيقرب من الطبيعة البشرية لكل الناس، اللي جواها خليط من الخير والشر، ويورينا إن حتى الإنسان وهو بياخد أكتر قراراته نداله وحقاره في الدنيا. بياخدها وهو حاسس إنه مجبور على أمره، وإنه فقط بيسعى لإنقاذ نفسه. نقطة تانيه مش عاوزين نخوض في تفاصيلها علشان حرق الأحداث.

 

هل معنى كده أن Squid Game ما كانش فيه عيوب؟ مافيش عمل فني مافيهوش عيوب. وفي رأينا أن أكبر عيوب Squid Game كان الدموية الشديدة، ووجود مشهد جنسي، بيخلينا ما نرشحش المسلسل للمشاهدة الأسرية، أو للأشخاص أصحاب الإحساس المرهف او المشاهدين المحافظين بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى