ديكور : ما الحياة الا فيلم..أبيض وأسود!
ايه هى الحياة غير مجموعة من التصرفات والاحلام والقرارات اللى بترسم تصرفاتنا اليومية، اللى بتاخدنا اما لحياة حقيقية بننعيشها بسعادة واقتناع .. او حياة مصطنعة زائفة، ماتفرقش عن (ديكور) اى فيلم ؟!
المعني البسيط – والعميق – فى نفس الوقت، بيحاول يلخصه فيلم ديكور فى حوالى ساعتين هى عمر الفيلم اللى قام باخراجه احمد عبد الله، ومن تاليف محمد وشيرين دياب، واللى بيحكي عن الاستايلست (مها) اللى بتقوم بدورها حورية فرغلى، والمتزوجة من (شريف) مهندس الديكور، واللى بيشتغلوا مع بعض فى (لوكيشن) احد الافلام. لكن مها بتتعرض لتجربة غريبه بتخليها تتخيل انها متزوجة من (مصطفى) اللى قام بدوره ماجد الكدواني، ثم بتستمر الاحداث اللى بتاخدنا لمنطقة الفانتازيا المختلطة بعالم غريب من الاحداث.. واللى مش عاوزين نحرقها عليكم.
اختيار تصوير الفيلم بالكامل بالابيض والأسود، قد يكون متفق مع عشق البطلة (مها) لمشاهدة الافلام القديمة اللى كانت بتتصور بالابيض والاسود، والفيلم نفسه بيحمل بعض الإحالات لافلام بالابيض والاسود زي فيلم (نهر الحب) بطولة فاتن حمامة وزكي رستم. وبتحمل نهاية الفيلم مفجأة بالنسبة لموضوع التصوير بالابيض والأسود، كان نفسنا نقولها لكن للاسف مش عاوزين نحرقها عليكم.
حورية فرغلى قدمت واحد من افضل ادوارها فى تاريخ السينما المصرية، بعيدا عن افلامها الارخص انتاجا والاقل قيمه واللى صنفت حورية فى مساحة كنا بنتخيل انها مستحيل تخرج منها، لكن حورية قدرت تخرج من المنطقة دي ببطولة فيلم زي (ديكور) واللى اثبتت فيه انها فنانة تقدر تجسد اى دور قدامها.
خالد ابو النجا، على الرغم من قلة الاقبال عليه من قبل المنتجين والمخرجين مؤخرا، بعد ازماته الشهيرة فى المجال السياسى، وبعد انحيازه الواضح لثورة 25 يناير الامر اللى خلاه مغضوب عليه هو وقلة قليلة من زمايله فى الوسط الفني، الا ان بطولته للفيلم اثبتت انه فنان مخضرم، وانه يقدر يقوم باي دور يسند اليه، وفى راينا ان الفيلم هو الفيلم الناجح رقم 2 فى حياة ابو النجا الفنية بعد فيلم فيلا 69
ماجد الكدواني وما ادراك من هو ماجد الكدواني… فنان محترف وهاديء . وقادر يطلع مشاعره من خلال اداؤه بهدوء المحترفين والواثقين من ادائهم لأبعد الحدود. ماجد قدم دور متميز كعادته، وقدر يبهرنا كمشاهدين بقدرته على التعبير بنظرات عينه وملامح وجهه فى بعض المشاهد اللى كانت اسطورية.
(ديكور) فيلم لمحبى السينما، ولمحبى قراءة الرموز بين المشاهد، اما لو كنتم من محبى الافلام السهلة، الكوميدية او العادية اللى مافيهاش اى نوع من انواع الرمز.. الفيلم ده مش ها يعجبكم.