مقالات كايرو 360

عايشه الدور : دليلك لفهم جيل Z بدون معلم

قراءة سهلة

لو كنت من موالد الفترة من ١٩٨١ الى ١٩٩٦ أو حوالين التاريخين دول، فا انت غالبا بدأت تحس بالغربة من الجيل الجديد بتوع (اليومين دول) اللي باصين طول الوقت في تليفوناتهم وبيتكلموا بطريقة غريبة وبيسمعوا أغاني أغرب، وذوقهم في الهدوم والأكل ونظرتهم للحياة والحب والدراسة والشغل مختلفة خالص عنك. انت كده من مواليد جيل اسمه الجيل Y أو Generation Y

أما لو كنت من مواليد ٩٧ الى ٢٠١٢. فا انت كده من مواليد الجيل Z أو Generation Z اللي مش عارف تتعامل مع الجيل الأقدم منك، اللي بيتكلم بفخر عن حياة ما قبل الانستجرام وال Reels وبيحنوا لأيام كانوا بيسمعوا فيها محمد فؤاد وهاني شاكر على أجهزة غريبة اسمها شرايط كاسيت، وكانت تسليتهم الأساسية البحث عن فلوس كانت بتتوزع في أكياس الشيبسي والكاراتيه.

مسلسل (عايشه الدور) بيحاول يمد جسر من الفهم بين الجيلين دول، ومرسال السلام بين الأجيال دي هي دنيا سمير غانم، اللي بتقوم بدور (عايشه) الست اللي تقريبا في أواخر الثلاثينات، مطلقة وأم لأطفال، وحاسه ان الوقت الجميل في حياتها خلص خلاص.

(عايشه) بتلاقي فرصة عمرها لما بنت اختها بتتأخر عن دخول الجامعة بسبب ظروف سفرها، فا بتنتحل شخصيتها وتبدأ تظهر بشخصية (فاتيما) وبتغير شكلها علشان تبان أصغر في السن، وتدخل عالم الجامعة بكل ما فيه من مصطلحات وشخصيات أبعد ما يكون عن عالمها الحقيقي.

الكوميديا في (عايشه الدور) منبعها الأساسي الاختلاف بين الأجيال، ومحاولات (عايشة) التوفيق بين العالمين اللي أصبحت منتمية لهم، بمساعدة صاحبتها الأنتيم فدوى عابد (داليا). لكن الحقيقة أن المسلسل مش بيقف عند الدور الكوميدي بس، ده كمان بيورينا كتير من الحاجات السلبية اللي بقت منتشرة في مجتمعنا زي اهمال الأهل لتربية أولادهم، أو أزمات الثقة بين الأبناء والأباء.

الجميل في (عايشه الدور) أنه مش واخد السكة التقليدية في لوم أبناء Generation Z على كل حاجه في حياتهم، بالعكس هو بيورينا ان الجيل ده عانى كتير منهم من مشاكل في التربية، مع التواجد في مجتمع ماشي بوتيرة أسرع بكتير من الوتيرة اللي ماشي بيها الجيل الأقدم، وسط سلسلة مش بتنتهي من التحديات في عالم الدراسة والشغل. وازاي كل ده ممكن يأثر على نفسية الجيل ده وقدرته على التواصل.

المسلسل كمان بيورينا انه غلط ان الواحد يدفن نفسه وهو عايش لمجرد انه خرج من تجربة زواج مش ناجحة، وان دايما عندنا وقت نصلح أي ظروف وحشة مرينا بيها، كل ده وسط سلسلة من الأحداث الكوميدية اللي كتبها الثلاثي كريم يوسف وندى عزت و أحمد الجندي واللي أخرج المسلسل كمان.

لكن وسط كل ده المسلسل ماكانش خالي من بعض المشاكل، زي المشاهد الطويلة لوالد عايشه (ماجد القلعي) اللي مكانش مضحك خالص، وشوفناله برنامج قديم كان بيقلد فيه الفنانين ومقدمي البرامج، كان اسمه (اليوم يومك) وكان أحسن من الطريقة اللي ظهر بيها في المسلسل.

بعيداً عن فكرة الواسطة وانها تقريبا على علاقة قرابة بكل فنانين ومذيعين مصر، مش عاجبنا الهجوم الشرس أميرة أديب، وشايفين انها نجحت في انها تلعب دور البنت الـ Fake المستفزة، لدرجة ان الجمهور خلط بينها وبين الشخصية اللي بتلعبها وحس باستفزاز منها شخصياً. أميرة تستحق تاخد فرصة تانيه معانا وتستفيد بالـ Beginner’s luck لحد ما نشوف هاتقدر تثبت نفسها بعيدا عن العيلة الفنية اللي جايه منها ولا هاتتحول لنسخة مكررة من كذا فنان حاولوا يعتمدوا على الواسطة بس في وصولهم للناس وفشلوا؟

مافيش اختلاف على موهبة فدوى عابد.. واحنا شوفنا وحبينا وشجعنا فدوى في كذا عمل قبل كده منهم (سابع جار)، لكن ماحسيناش بيها في (عايشه الدور)، وكانت هاتبقى أحلى قوي لو كانت ايمي سمير غانم مكانها في الدور ده، وكنا هانشوف دويتو جامد زي اللي حصل في مسلسل (نيللي وشريهان) قبل كده.

مش فاهمين لحد دلوقت ليه أنا مينشيكوفا لعبت دور في المسلسل؟! يعني هل مجرد اختلاف اللهجة وطريقة الكلام كانت حاجه كوميدية قوي علشان نشوفها على مدار ال ١٥ حلقة تقريبا؟ أي ممثلة مصرية كانت هاتعمل الدور كويس عادي. لكن بشكل عام وجودها مضايقناش لكن ماحسيناش ان لها إضافة كبيرة لا على الأحداث أو الكوميديا.

عاجبنا الاهتمام بالتفاصيل في أصغر الحاجات في المسلسل، زي شخصية (عايشه) اللي بتستعمل تليفون قديم من إصدارات Apple. وزي التركيز على الجماليات في كل مشهد زي مشاهد الطبيعة في أسوان. ومشاهد تانيه كتير.

عجبنا جدا الاستعراضات اللي تم توظيفها في المسلسل بشكل  كويس ومتعوب عليه. وعاجبنا اكتر فكرة وجود مسلسل لطيف ومش محتاج تركيز مع كل Frame ومحترم ومافيهوش عنف أو مخدرات أو إسفاف، وفي نفس الوقت كوميدي وبيقدم فكرة مختلفة وبيلعب كجسر تواصل بين جيلين محتاجين يقعدوا مع بعض ويفهموا ظروف بعض بشكل أحسن.

زر الذهاب إلى الأعلى