مسلسل الوصية.. الوقوع في فخ التوقعات الضخمة!
في الفيلم العربي اللي كسر الدنيا (اسماعيلية رايح جاي) سنة 1997 بيسأل محمد فؤاد صديقه محمد هنيدي عن أحلامه في أغنية هزلية أسمها كمننا فا هنيدي بيقول له: “يا دنيا نفسي القى نفسي واد حبيب وبيه. ومعايا فلوس كتير ستين تلاف جنيه. واجبلي دش مع الموبايل والحته الكوبيه”
بعد 21 سنة وفي أغنية تتر مسلسل الوصية بيوصف اكرم حسني أحلامه كشاب فا بيقول: “الحياة عربية حلوة وبنت برضو تبقى حلوة ولبس ماركة وسكة سالكة وحظ يكون بيضحك مش لاوي بوزه” واضح أن 21 سنة ماغيرتش أحلام الشباب في مصر! لكن هل اختلفت الكوميديا وطريقة تقديمها في الفترة الزمنية الطويلة دي؟
عنصر القوة الأساسي اللي اعتمد عليه مسلسل الوصية مش القصة المستهلكة، أو الأداء التمثيلي اللي كلنا عارفين أنه مش هايكون قوي. لكن عنصر القوة للوصية كان اجتماع اتنين من أقطاب الكوميديا في مصر. أحمد أمين اللي بدأ حياته الفنية بمجموعة من الفيديوهات على السوشيال ميديا ثم قدم برنامج البلاتوة على قناة النهار. البرنامج اللي قدر يجبر المشاهدين على متابعته من خلال الكوميديا المختلفة والمحترمة اللي بيقدمها من خلال أحداثه.
أما أكرم حسني صاحب شخصية أبو حفيظة الشهيرة، جائت له الوقت والفرصة أنه يخرج من عباءة الشخصية دي ويبدأ يقدم أعماله الكوميدية المعتمدة على شخصيته الاصلية. الدويتو الكوميدي ده مبشر جدا.. علشان كده قعد كل المشاهدين بانتظار الحلقة الأولى من المسلسل باعتباره قنبلة الكوميديا اللي هاتنسف باقي الأعمال وتنتصر عليها بسهولة.
“الحياة لو حلوة علل عملوا ليه فيها المخلل! لما تفكر لما تحلل تبقى اللي بيرضوا هما اللي يفوزوا”
على الرغم من أن موضوع التوقعات المسبقة ده حشد جمهور كبير للمسلسل، لكن التوقعات دي كتير منها شعر بخيبة أمل لما المستوى الكوميدي الأسطوري ماحصلش.. الناس كانت متوقعة دويتو كوميدي يغلب اللي أتقدم في اسماعيلية رايح جاي لكن بعضهم نسي أن حتى ايفيهات اسماعيلية رايح جاي النهردة أصبحت مش كوميدية!
المشكلة كانت فين طيب؟ المشكلة كانت أن كل واحد من أبطال المسلسل أتجه لمنطقة (الراحة) الخاصة به وقدم شخصيته منها.. بعض مشاهد المسلسل نحس فيها أنهم صمموا بلاتوه صغير لأحمد أمين يقدم فيها سكتشات برنامجه بالشكل اللي بيرتاح فيه. كمان أداء أكرم حسني كانت بتتجه في بعض اللحظات لشخصية أبو حفيظة. لكن للحق هو كان بيقدر يسيطر عليها في النهاية ويوجهها لصالح شخصية (إبو) الشاب المستهتر اللي والده بيترك له وصية قبل وفاته علشان يعلمه يكون ملتزم قبل ما يحصل على مبلغ مالي ضخم من خلال أرباح شركة بسكويت قوية.
“الفلوس بتروح وتيجي وقالها محمود المليجي ده أحنا كنا زمان رجالة والرجولة مش فلوس!”
هل معنى كده أن المسلسل وحش؟ نكون أهدرنا حقوق كل اللي اشتغلوا في المسلسل لو قولنا كده. لو المشاهدين بطلوا التوقعات المسبقة وشافوا المسلسل بنظرة (فريش) بدون أي تحيزات هايلاقوا عمل كوميدي جيد ومميز. بداية من الخلط بين المواقف الكوميدية والايفيهات واللي كان موفق، ونهاية بالكتابة المميزة والمجنونة واللي كسرت كتير من قواعد الكوميديا بنجاح وده اللي نجح فيه أيمن وتار (وهو كمان مشارك في بطولة الحلقات الأولى) و مصطفى حلمي مؤلفين المسلسل، أما المخرج خالد الحلفاوي فانجح يحط النقاط على الحروف ويخرج بمسلسل يغير مود المشاهدين في رمضان بعد جرعات مسلسلات الأكشن والغموض.
ريم مصطفى أو شاهيطاز العلا جلال.. أحنا مش عارفين ليه لم يتم الاعتماد عليها في كوميديا المسلسل بشكل أكتر من اللي شوفناه. الحقيقة ان ريم يخرج منها (كوميديا) أكتر بكتير من اللي شوفناه لحد دلوقت. ونتمنى نشوف منها أكتر من استخدامها كوجه جميل أو كصاحبة ظهور من أجل تبرير المواقف دراميا خلال أحداث المسلسل.
“البنت تحب الحنية… حسب النية عايزة دلع عايزة رومانسية. ساعة الجد احنا بميت راجل كنا Couple أو كنا سناجل!”
الاعتماد على ضيوف الشرف زي هشام عباس وغيره من الفنانين كان عنصر من عناصر قوة المسلسل، كمان لا يمكن ننسى الأسلوب المختلف في التسويق للمسلسل من خلال تواجد أبطاله على مواقع السوشيال ميديا ونشرهم لاراء الجمهور المؤيدة للمسلسل (يجعل كلامنا خفيف عليهم) واللي ساعدت على شعور المشاهدين بالتواصل السهل مع الابطال.
مسلسل الوصية مش أقوى مسلسل كوميدي شوفناه. لكن لما نتفرج عنه بدون توقعات مسبقة بنشعر بعوامل قوته وبنحبه.