مولانا: الورق أهم من الفيلم!
من المعروف إن الفضل الأساسي فى نجاح أي فيلم بيعود فى المقام الأول والأخير للمخرج، وأحيانا بينسب النجاح للبطل الرئيسي للفيلم، لكن فى حالة فيلم مولانا نقدر نقول بدون شك أن نجاح الفيلم ينسب لمؤلفه وكاتب الحوار له، الصحفي الشهير والروائى إبراهيم عيسى.
فيلم مولانا من تأليف عيسي وبطولة عمرو سعد ودرة وريهام حجاج وبيومي فؤاد والراحل أحمد راتب. ومن إخراج مجدي أحمد علي.
الفيلم بيتتبع قصة الشيخ حاتم الشناوي، واللى خطب الجمعة فى أحد المساجد اللى بيحضرها عدد كبير من المسئولين فى الدولة على سبيل الصدفة، ثم بياخدنا الفيلم بعد المشهد الإفتتاحي المتميز لإستعراض رحلة الصعود السريعة للشيخ حاتم الشناوي من مجرد شيخ معين من الأوقاف لواحد من أشهر وأهم الدعاة فى مصر.
الفيلم بيستعرض أيضاً الحياة الشخصية للشيخ وعلاقته بزوجته (درة) وعلاقته بإبنه اللى بيتعرض لحادث بشع فى الدقائق الأولي من الفيلم، الأمر اللى بيترك أثارة القوية على (حاتم) طوال الأحداث.
سيناريو الفيلم كان بيجري طوال الوقت علشان يقدم لنا مشاكل بيقع فيها الشيخ حاتم وطريقته للخروج منها، وفى سبيل استعراض المشاكل دي للأسف لم يهتم الفيلم باستعراض حياة حاتم الشخصية كما ينبغي، علشان كده بنشوف التطور فى منطقة حياة حاتم الشخصية بيحدث بشكل بطىء جدا على العكس تماما من التسارع فى سيناريو الأحداث.
أيضا سقط سهوا من السيناريو التركيز على حادثة ابن الشيخ واستغلالها الإنساني إلا فى بعض المواقف الضعيفة والغير مؤثرة، وحسينا أن الحادثة بأكملها كانت مقحمة على السياق الدرامي للفيلم ولم يتم استغلالها.
حوار ابراهيم عيسي كان أكتر من رائع، وقدر يقدم رأيه فى كل ما يحدث على الساحة فى شكل جمل حوارية ذكية وقصيرة وبتوصل لهدفها، وقدر يبتعد عن فكرة الخطابة والجمل الرنانة والكلام اللى مش بنستعمله فى حياتنا اليومية، وفى نفس الوقت قدر فى المشهد الختامي إنه يقدم تحليل وتشريح متميز لمجتمعنا، وكانه بيكتب مقالة نارية من مقالاته اللى أتربينا عليها.
الأداء التمثيلي لعمرو سعد كان ضعيف، وكان بيعطينا الإحساس طوال الوقت إنه (بيمثل) ومافيش أخطر على الممثل من إنه يعكس لمشاهديه إحساس طوال الوقت إن اللى بيشوفوه مش حقيقي.. أما درة فكانت مساحة دورها الصغير بتحصرها فى منطقة أداء واحدة غير متجددة، ولعل دور ريهام حجاج كان أقوي منها على الرغم من قلة عدد مشاهدها، لكن التغير فى شخصيتها المكتوبة على الورق أعطاها مساحة أكبر للأداء.
بيومي فؤاد فى واحد من ظهوراته الجادة والمحترمة، واللى بيأكد فيها على فكرة أن ظهوره المتكرر فى كل الأفلام تقريبا لا يعني إطلاقا إنه بيكرر نفسه أو بيعيد تقديم الشخصية أكتر من مرة.
مولانا مش أفضل فيلم عربي شوفناه مؤخراً، ولو كانت كل عناصر الفيلم بقوة (الورق) اللى قدمه ابراهيم عيسي، أكيد كنا هانشوف قطعة فنية أكثر تميزاً وتألقاً… وللأسف مضطرين نقول أن الفيلم ظُلم بفريق عمله، بقدر ما أنصف بتوقيت عرضه اللى تزامن مع إلغاء برنامج إبراهيم عيسي وتسليط الضوء عليه.
علشان تبقى عارف:
- يوم العرض الخاص للفيلم قام الكاتب إبراهيم عيسي بقطع تذاكر السينما بنفسه لرواد السينما كخطوة تشجيعية للناس لدخول الفيلم.
- مشكلة قانونية قامت بين السيناريست محمد صلاح راجح وبين صناع الفيلم بعد خلاف على ملكية السيناريو، المشكلة دارت عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بخصوص سيناريو الفيلم.